الرياضيات ليست مشكلة... المشكلة في طرق وأساليب تدريسها

الإدارة فبراير 26, 2018 فبراير 04, 2021
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

الرياضيات ليست مشكلة... المشكلة في طرق وأساليب تدريسها 


الرياضيات ليست مشكلة... المشكلة في طرق وأساليب تدريسها



في 8 فبراير 2018 أعد سيدريك فيلاني النائب في مجلس النواب الفرنسي وأحد مفتشي وزارة التربية الفرنسية والحاصل على ميدالية فيلدز للرياضيات تقريرا يشتمل على واحد وعشرين مقترحا تهدف كلها إلى إجراء مصالحة في المدارس الفرنسية بين جزء كبير من التلاميذ ومادة الرياضيات. وساهم في إنجاز هذا التقرير ثلة من الباحثين الفرنسيين المتخصصين في مجال الرياضيات.
وبرغم المكانة المرموقة التي يحظى بها الباحثون الفرنسيون في مجال الرياضيات على الصعيد الدولي، فإن مادة الرياضيات تظل كابوسا بالنسبة لكثير من تلاميذ المدارس الفرنسية، كما هو الحال أيضا في العديد من البلدان العربية. وهذا ما جعل فرنسا في المراتب الأخيرة في قائمة دول منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية حسب نتائج الإحصاء الدولي " بيسا" الخاص بتقويم أداء التلاميذ ومهاراتهم والذي يعتبر النظام المعيار الأساس لقياس جودة التعليم.
ومن يطَّلع على فحوى التقرير الذي قدم لوزير التربية الفرنسي يوم 12 فبراير2018 لتحسين أداء التلاميذ الفرنسيين في مادة الرياضيات، يهتدي إلى أن الرياضيات ستتدخل أكثر فأكثر في حياة الإنسان عبر العوالم الرقمية وأن هذه المادة ليست مشكلة في حد ذاتها. بل تكمن المشكلة في طرق تدريسها في فرنسا. فالصورة التي يحملها التلاميذ عادة عن أستاذ الرياضيات أنه شرير وأنه يعيش في عوالم افتراضية وأنه لا يستمد شرعيته إلا من المكانة الكبرى التي تحتلها مادة الرياضيات في عملية التقويم المدرسي.
كما يشمل هذا التقرير عدة مقترحات من أهمها تلك التي تطالب بإطلاق برنامج خاص يعمَّم على كل المدارس ويهدف إلى إرساء مصالحة بين التلاميذ ومادة الرياضيات عبر عدة وسائل منها تدريب المدرسين على استخدام طرق مبتكرة لجعل التلاميذ يستسيغون هذه المادة ويُقيمون عبرها جسورا مع المواد الأخرى. وتعد سنغافورة اليوم رائدة في هذه الطرق لأنها شخصت منذ مدة مشاكل تلاميذها في مادة الرياضيات من خلال التوقف عند كل مناهج تدريس هذه المادة في العالم. ومن خاصيات الطريقة السنغافورية في تدريس الرياضيات، أنها تقوم على تنمية المعارف النظرية لدى التلاميذ انطلاقا من الأشياء الملموسة يتم التعامل معها عبر التفكير.
 ومن يعود إلى عصر الحضارة العربية الذهبي يجد أن كثيرا من علماء الرياضيات كانوا يستخدمون بشكل أو بآخر منهجية مشابهة. ومن بين هؤلاء نذكر مثلا الخوارزمي الذي تستمد منه اليوم العوالم الرقمية النظام المعروف باسم " الخوارزميات" والذي أصبح يَفرض نفسه يوما بعد آخر على كل كبيرة وصغيرة حتى في حياة الإنسان اليومية عبر علم المعلوميات.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    https://www.profpress.net/