درس اللغة العربية: الإضافة – الثالثة إعدادي
درس اللغة العربية: الإضافة – الثالثة إعدادي
إذا قلتَ: [هذا كتابُ خالدٍ]، فقد
نسبتَ الأولَ: [كتاب] إلى الثاني: [خالد]. وبتعبير آخر: أضفت الأول، ويسميه النحاة:
[المضاف]، إلى الثاني، ويسمّونه: [المضاف إليه].
والإضافة صنفان:
1- الإضافة اللفظية(1):
وضابطها أن يَحلَّ مَحَلَّ المضافِ فِعْلُه، فلا يفسد المعنى ولا يختلف. ففي
قولك: [هذا طالبُ علمٍ، وهذا مهضومُ الحقِّ، وهذا حَسَنُ
الخُلُقِ] يصحّ المعنى ولا يختلف، إذا أحْلَلْتَ الفعلَ محلَّ المضافِ فقلت:
[هذا يَطلب عِلماً، وهذا يُهْضَمُ حقُّه، وهذا يَحْسُنُ خُلُقُه].
2- الإضافة المعنوية(2):
وضابطها أن الفعل لا يحلّ فيها محل المضاف؛ ففي قولك مثلاً: [هذا
كاتِبُ المحكمةِ] لا يحلّ فِعْلُ [يَكْتُبُ] محلّ [كاتِبُ]. ولو أحللتَه
محلّه فقلتَ: [هذا يكتُب المحكمةَ]، لفسد المعنى. وفي قولك: [هذا
مِفتاحُ الدارِ]، لو أحللت فِعلَ [يَفتحُ] محل المضافِ [مِفتاح] فقلت: [هذا
يفتَحُ الدارَ] لاختلف المعنى؛ ولو أحللته في مثل قولك: [هذا مفتاحُ خالدٍ]
لَتَجَاوَزَ المعنى الاختلافَ إلى الفساد.
أحكام الإضافة:
·
المضاف إليه مجرور أبداً.
·
المضاف لا يلحقه التنوين، ولا نونُ المثنى وجمعِ السلامة.
·
لا يجوز أن يحلّى المضاف بـ [ألـ]، إلا إذا كانت الإضافة لفظية،
نحو: [نَحتَرِم الرجُلَ الحسنَ الخُلُقِ].
·
إذا تتابعت إضافتان، والمضاف إليه هو هو، جاز حذف الأول اختصاراً
نحو: [استعرتُ كتابَ وقلمَ خالد = استعرتُ
كتابَ خالدٍ وقلمَ خالد]. (انظر المصباح المنير /367) + (الخصائص لابن جني
2/407و409)
إضافة
الصفةِ المشبهة
واسمِ
الفاعل:
·
الصفة المشبهة:
لا تتعرّف بالإضافة، بل تتعرّف بـ [ألـ]،
وعليه قولُهم في تنكيرها: [زارنا رجلٌ حسنُ
الأخلاق].
فإذا أُريد تعريفها حُلِّيَت بـ [ألـ] فقيل: [زارنا
الرجلُ الحسنُ الأخلاق](4).(3)
·
اسم الفاعل:
إن دلّ على مُضِيّ، كانت إضافته حقيقية، فيتعرّف بإضافته إلى معرفة، نحو: [نحمد
اللهَ خالقَ الكَونِ](5).
فإن دلّ على حال أو استقبال(6)،
كانت إضافته لفظية، فلم يتعرّف بإضافته إلى المعرفة، كنحو قول قومِ (عاد) في الآية:
]هذا
عارضٌ ممطِرُنا]
(7).
وإن دلّ على استمرار جاز الوجهان.
أي:
آ- جاز اعتبار جانب الماضي، فتكون الإضافة
حقيقية، نحو:
]الحمد
للهِ ... مالكِ يومِ الدين]
(8)
(الفاتحة 1/2)
ب- وجاز اعتبار جانب الحال والاستقبال
(اليوم وغداً)، فتكون الإضافة لفظية، نحو:
]وجاعلُ
الليلِ سكناً]
(9)
(الأنعام 6/96)
ملاحظتان:
آ-
إضافة اسم الفاعل والصفة المشبهة، يكثر فيها التَّلَوّي والالتواء، هنا وهناك، في
هذا الشاهد أو ذاك. ومن هنا أنّ قارئ كتب النحو واللغة، يظلّ يرى - ما سار معها -
آراءً وشروحاً مختلفةً وتفاسير. ومع ذلك إنّ ما قرّرناه مؤسّس على شواهد من كتاب
الله لا تُنْقَض.
ب- ما يراه القارئ من تكرار الشواهد في
المتن والحواشي والنماذج، إنما الغاية منه تثبيت القاعدة بالتكرار.
* *
*
نماذج فصيحة من استعمال الإضافة
·
[ads-post/]
]وقال
الذين استُضْعِفُوا للذين استَكْبَروا بل
مَكْرُ الليل
والنّهَارِ[
(سبأ 34/33)
[مكرُ] مضاف، حُذف تنوينه - على المنهاج -
إذ المضاف لا ينوّن. و[الليل] مضاف إليه مجرور، جرياً مع القاعدة المطلقة: [المضاف
إليه مجرور أبداً].
·
]تبتْ
يدا أبي لَهَب[
(المسد111/1)
[يدا]: مثنّى مضاف، والمضاف لا يلحقه
التنوين ولا نون المثنى وجمعِ السلامة. ولذلك حذفت نون المثنّى، والأصل: [يدان]،
و[أبي] مضاف إليه مجرور- جرياً مع القاعدة المطلقة: المضاف إليه مجرور أبداً -
وعلامة جره الياء، لأنه من الأسماء الخمسة. و[لهبٍ] مضافٌ إليه ثانٍ مجرور أيضاً -
جرياً مع قاعدة: المضاف إليه مجرور أبداً، وعلامة جره الكسرة.
·
]إنّا
مرْسِلُو النّاقةِ فتنةً لهم[
(القمر 54/27)
[مرسلو] جمع مذكر سالم، وهو مضاف، والمضاف
لا يلحقه التنوين ولا نون المثنى وجمعِ السلامة. ولذلك حُذفت نونه، والأصل
[مرسلون]. و[الناقة] مضاف إليه مجرور بالكسرة جرياً مع قاعدة: المضاف إليه مجرور
أبداً. والإضافة لفظية، لأنّ فعل : [نرسل] يصحّ حلولُه محلّ المضاف [مرسلو] فلا
يفسد المعنى ولا يختلف.
·
]والصابرينَ
على ما أصابهم
والمقيمي الصلاةِ[
(الحج 22/35)
[المقيمي]: مضاف، حذفت نونه بسبب الإضافة،
والأصل: [المقيمين]. وجاز أن يحلّى بـ [ألـ]، مع أنه مضاف والمضاف لا يُحَلّى بـ
[ألـ]، لأن إضافته لفظية، يصحّ أن يحلّ محلّه فِعْلُ [يقيمون]، فلا يفسد المعنى ولا
يختلف. و[الصلاة] مضاف إليه.
·
قال عنترة (الديوان /154):
ولقد خَشِيتُ بأنْ أموتَ ولم تَدُرْ
لِلحرب دائرةٌ على ابْنَيْ ضَمْضَمِ
الشاتِمَيْ
عِرْضِي
ولم
أشْتُمْهُما والناذِرَيْنِ إذا لَمَ
الْقَهُما دَمِي
[الشاتمي] مضاف مثنى حُذِفت نونه بسبب
الإضافة. وجاز أن يحلّى بـ [ألـ]، مع أنه مضاف والمضاف لا يُحَلّى بـ [ألـ]، لأن
إضافته لفظية، يصحّ أن يحلّ محلّه فِعْلُ [يشتم]، فلا يفسد المعنى ولا يختلف.
و[عِرض] مضاف إليه.
·
وقال زهير يمدح هَرِم بن سنان (الديوان /153):
القائدُ الخيلِ
منكوباً دَوابِرُها فيها
الشَّنُونُ، وفيها الزاهِقُ الزَّهِمُ
(الشنون: بين السمين والمهزول، والزاهق: السمين، والزهم: أسمن منه.
أراد أنّ دَأْب خَيْلِه في السير أَضَرَّ بحوافرها).
[القائد]: مضاف، وجاز أن يحلّى بـ [ألـ]،
مع أنه مضاف والمضاف لا يُحَلّى بـ [ألـ]، لأن إضافته لفظية، يصحّ أن يحلّ محلّه
فِعْلُ [يقود]، فلا يفسد المعنى ولا يختلف.
و[الخيل] مضاف إليه.
·
[ads-post/]
وقال الفرزدق (شرح المفصل 3/21):
يا مَنْ رأى عارِضاً أَرِقْتُ لهُ
بينَ ذِراعَيْ وجَبْهَةِ الأسَدِ
(العارض: السحاب. وذراعا الأسد وجبهته: من
منازل القمر).
الأصل: [بين ذراعَيِ الأسدِ وجبهةِ
الأسدِ]، لكنّ الشاعر حذفَ المضافَ إليه الأول؛ وهو في العربية جائز(10).
وذلك أنه إذا تتابعت إضافتان، والمضاف إليه هو هو، جاز حذف الأول اختصاراً.
·
وقال تعالى:
]وجاعلُ
الليلِ سَكَناً[
(الأنعام 6/96)
[جاعل] اسم فاعل، مضافٌ إضافةً لفظية،
وضابط ذلك أن يحلّ محلّ المضاف فِعلُه، فلا يفسد المعنى ولا يختلف. وذلك متحقق في
الآية، لصحة حلول فِعْل [جَعَلَ]، محلّ [جاعل]. و[الليل] مضاف إليه. وفي الكفّ
برهانان على سلامة ما قلنا. الأول: أنّ الآية لها قراءة أخرى هي: [وجَعَلَ الليلَ
سكناً]. والثاني: أنّ اسم الفاعل عَمِلَ فنصب كلمةَ [سكناً] مفعولاً به. ولو كانت
الإضافة حقيقية لم يَجُز ذلك.
* *
*
المصدر