a2g instagram followers ends 05/09

الدور البيداغوجي للصورة

الإدارة مارس 16, 2014 مارس 17, 2014
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A



لحسن العلاوي
مفتش تربوي و باحث في علم الإجتماع

 - جريدة الأستاذ
 تعد الصور والرسوم أوعية تعبير ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى الأطفال، فهم يعبرون عن أنفسهم بالرسوم منذ سن مبكرة، ويعنون بكثير من تفصيلاتها، وتنطبع في أذهانهم الصورة الموحية.وتشير دراسات عديدة إلى أن الرسم أو الصورة أكثر إقناعا من الكلمة .

وقد راهنت البيداغوجيا الحديثة، كما راهن على ذلك الاقتصاد والسياسة والإيديولوجيا والإعلام، على الصورة لتمرير خطاباتها وثقافتها وقيمها باعتبار أن الصورة أضحت أكثر تأثيرا من الخطابات المكتوبة بل وأكثر انتشارا وهيمنة. وفي المجال المدرسي، أضحى استعمال الصورة أمرا غاية في الأهمية، فلم تعد تدرك كوسيط لإدراك المعنى، بل أصبحت هي ذاتها حاملة لقيمة ولمعان وثقافة معينة، فتقدم الأبحاث السيميولوجية وخاصة الأبحاث حول الصورة، أظهرت الدور الخطير الذي تمارسه في تمرير القيم والسلوكات وترسيخها. فالصورة لا تقدم حقيقة محايدة وذات دلالة واحدة، فمن ينظر إلى صورة ما يمنحها دلالة معينة ويفسرها ويؤولها حسب ثقافته وشروط وجوده، فالصورة تشتغل في سياقات معينة حاملة لقيم واتجاهات وإيحاءات ظاهرة وخفية.فأمام صورة معينة يختار المتلقي/التلميذ الدلالة الأكثر ملاءمة مع تمثلاته وواقعه الاجتماعي، وهو ما ينتج عنه وفرة في الدلالات والتأويلات، ولتقليص من حدتها، تعمل المقررات المدرسية على أن تكون الصورة مكملة للنص أو مصحوبة بعنوان. إن الصورة لا تتشكل من خلال خصائصها الذاتية، بل من خلال التأويلات والمعاني التي يمنحها لها كل متلق، باعتبار أن الذات ليست سلبية إزاء الصورة بقدر ماهي فاعلة فيها وتعيد تشكيلها من خلال ما تضفيه عليها من دلالات ثقافية واجتماعية، فالصورة يمكن أن ينظر إليها بشكل مختلف من قبل شخصين ينتميان إلى ثقافتين مختلفتين، بل وينتميان إلى مجالين مختلفين في نفس الثقافة، كالمجال القروي والمجال الحضري، أو من خلال الانتماء الطبقي ومستوى التعلم، كما قد تختلف بين تأويل الذكور والإناث، فاللون الأبيض في الصورة قد يحيل بالنسبة للذكور على النقاء والصفاء بينما قد يعني للإناث بالإضافة إلى ذلك لون الحداد والعدة. وتكتسي الصورة أهمية بالغة في تدريس اللغات الأجنبية، بحيث تصير مركز اهتمام الطفل في ظل عجز لغوي وصعوبة فهم وتأويل المكتوب، فتلعب دور الميسر السيميائي facilitateur sémantique بين ثقافة الأنا وثقافة الآخر المتجسدة في لغته ورموزه(....يتبع)

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/