ممارسة التدريس:18-حراسة الفروض
ممارسة التدريس:18-حراسة الفروض
الأستاذ توفيق بنعمرو
أستاذ مادة الرياضيات بالثانوي التأهيلي
أشرنا
في مقال مستقل للفرض المحروس، و تبقى حراسته شكلا مختلفا من أشكال ممارسة مهنة
التدريس. ففيها يكون الممارس في وضعية خاصة و يكون التلاميذ في وضعية و حالة
خاصة و هذا يتطلب حضورا يتّسم بالتركيز و اليقظة و طول البال و برودة الأعصاب و
حركية مضبوطة و تقنيات محورية و أخرى متغيرة متجدّدة، و كلّ ذلك وفق مبادئ عامة
نراها أساسية:
* العدل بين التلاميذ و عدم التغاضي عن بعض و
التشديد على آخرين.
* الابتعاد عن
الاستفزاز بالقول أو الفعل أو الحركة، فظروف المُمتحَن و ما يصاحب الامتحان من ضغط
نفسي و عصبي يقتضي التنبه لذلك لكيلا يحصل تشنج أو ما بعده مما لا تحمد عقباه.
* توطين النفس على التحكم في الأعصاب و برودة
الدم مظهراً و أعماقاً لإنجاح الحصة و محاصرةً للمشوّشين الذين يبحثون عن
الفوضى التي تساعدهم في غشهم.
* التقليل من الكلام و عدم مخاطبة التلاميذ
إلا بالنزر القليل الضروري إشاعةً للهدوء و بعثاً للطمأنينة المرجوة.
* التعامل مع كل طارئ أو حادث مفاجئ بحكمة و
تبصّر و رويّة و رزانة حمايةً للممتحنين الآخرين.
* اعتماد ورقة ترتّب فيها وضعية جلوس التلاميذ في الصفوف حسب أرقامهم أو أسمائهم و هي معينة كثيرا في التصحيح بحيث تجلّي بعض مظاهر الغش كما هي معينة أثناء الحصة حيث يمكن تسجيل الملاحظات عليها على كل تصرف غير سليم دون حديث مع التلاميذ و هذا يعطي هيبة مفيدة.
* اعتماد ورقة ترتّب فيها وضعية جلوس التلاميذ في الصفوف حسب أرقامهم أو أسمائهم و هي معينة كثيرا في التصحيح بحيث تجلّي بعض مظاهر الغش كما هي معينة أثناء الحصة حيث يمكن تسجيل الملاحظات عليها على كل تصرف غير سليم دون حديث مع التلاميذ و هذا يعطي هيبة مفيدة.
* اعتماد جوّ
مساعد على إجراء الامتحان بعيد عن الفوضى و الخوف و يعطي انطباعا بالجدية و
الاعتدال و هذا تلعب فيه شخصية الممارس دورا كبيرا كما علاقته القبلية مع التلاميذ.
* قد يلاحظ الممارس تغيرا مفاجئا في تصرفات
بعض التلاميذ لم يشهدها في الحصص الدراسية العادية و هذا أمر طبيعي فعند الضغط أو
الخوف أو التخوف تتولد أمور لم تكن حتى في حسبان صاحبها.
* يخطّط بعض
التلاميذ لوصفة قبلية للجلوس أثناء الفرض و هنا يستحسن تركهم يأخذون مقاعدهم ثم
القيام بالتغييرات الضرورية.
* كما قد يخططون
لطلب مساعدة من خارج القسم باستعمال النوافذ أو الهواتف و يصنعون لذلك حدثا يشغل
الأستاذ ليتمكنوا من إخراج نص الفرض ثم حدثا آخر لتلقّي الأجوبة و هي أمور متوقعة.
* لا يجب على
الممارس أن ينخدع بمظهر خارجي لمجتهد أو قليل الحركة أو مُظهِرٍ للجدية فقد يكون
تمثيلا لمآرب غير سليمة و سنفرد إن شاء الله مقالا خاصا حول الغش.
* قد يصاب بعض
التلاميذ بحوادث نفسية أو تعثر كبير و هنا يجب تقديم المساعدة بالكلمة الطيبة و
البحث عن متنفّس لإراحة الممتحن لاستكمال فرضه.
* يمكن الاتفاق
القبلي على شكل العقوبة حين تسجيل غش واضح و هو تعاقد جيد في العلاقة بين الطرفين.
* يلعب الفرض
المحروس الأول و طريقة حراسته دورا كبيرا في تحديد معالم العلاقة بين المدرّس و
التلاميذ و في التعرف عليهم و عليه، فالنجاح في الحراسة المتزنة العادلة الجدية و
في خلق جو جيد لإجراء الفرض يكسب الممارس ثقة تلامذته و يعطيه مكسبا كبيرا في
التحكم الضروري في الحصص الدراسية و يعطيه مصداقية في التعامل.
* المرور بين الصفوف بين الحين و الآخر
لمراقبة أوراق الغش و الهواتف و غيرها.
* التموضع الجيد
المريح المساعد على المراقبة الجيدة .
* هناك تقنيات كثيرة للتقليل من الغش و
التقليل من آثاره و هي تتجدّد مع الزمن: فمنها اعتماد عدة مواضيع متشابهة المضمون
مختلفة المعطيات و تقتضي هذه التقنية جهدا كبيرا من الممارس و هي ناجعة لحد كبير
في الفصول المكتظة أو الشعب التي تكون فيها المادة بمعامل صغير، و منها إجلاس
التلاميذ بحيث كل واحد في طاولة منفردا أو تفويج القسم إلى فوجين كل واحد يجري
الفرض في حصة و هي أيضا تقتضي يقظة و حرصا كبيرا في التنظيم و لها تبعات إدارية قد
لا تكون إيجابية، و منها تقسيم التلاميذ في الحجرة إلى مناطق أو صفوف حيث يتمّ
تجميع المجتهدين في جهة منعزلة عن الآخرين. و منها جعْل شكل الفرض كما هو في بعض
المباريات حيث يجيب الممتحن في ورقة المعطيات و قد تكون الأسئلة متعدّدة الإجابات
و هناك طرق كثيرة أخرى حسب طبيعة المادة أو الشعبة أو بيئة التلاميذ أو المستوى
الدراسي.