أنشطة حول المستجدات التربوية الهامة ببني ملال: ثمان رافعات لتحقيق الإنصاف و مدرسة التكافؤ والارتقاء....

الإدارة أبريل 19, 2016 أبريل 19, 2016
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

أنشطة تربوية هامة ببني ملال:من بينها ثمان رافعات لتحقيق الإنصان و مدرسة التكافؤ والارتقاء....
أنشطة تربوية هامة ببني ملال:من بينها ثمان رافعات لتحقيق الإنصان و مدرسة التكافؤ  والارتقاء....



طاقم التحرير: الأساتذة
الأستاذة مريم حسينة

نورالدين الفرخ
نورالدين عاري
مروان أقديم
وردية قصباوي

ثلاثة أنشطة هادفة
بعاصمة جهة بني ملال- خنيفرة
أنشطة تربوية هامة ببني ملال:من بينها ثمان رافعات لتحقيق الإنصان و مدرسة التكافؤ  والارتقاء....

كان بودنا أن نقدم ملخصا جامعا للندوات الستة التي أطرها وأشرف على فقراتها أستاذنا المفتش الممتاز بالمديرية الإقليمية لبني ملال، لكن الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية التي تصلنا بدون انقطاع تطالبنا بألا نبخس الناس أشياءهم، وأن ننقل النشاط إلى القارئ بكيفية حية تجعله يعيش لحظات التشويق والمتعة والاستفادة وروعة التواصل...السائدة داخل القاعات المحتضنة لهذه الندوات التي يقبل عليها الأساتذة دون تردد لعلمهم أنها الفضاء المناسب والمريح الذي يتيح أمامهم فرصة استعراض شريط الأحداث التربوية المستجدة لحظة بلحظة، معززا بالصورة والصوت في - غالب الأحيان.

ثم دون أن ننسى أنه المناسبة التي يطرح خلالها الأساتذة همومهم التربوية، ويعبرون عن رأيهم في الإصلاح والتغيير ومقاومة التغيير ماضيا وحاضرا ومستقبلا انطلاقا من نظرة تشاركية ووضعية شاملة يجدون فيها أنفسهم، حيث لا مناص من الإدلاء بالدلو في مواضع تخصصية مصيرية لمستقبل الأجيال القادمة التي تعقد آمالا كبيرة على إصلاح لازال يراوح مكانه، ولكننا نتمنى أن يتم تنزيله بتدرج متقن.
اللقاء الأول دار بمدرسة القاضي عياض ببني ملال يوم 05/06/1437 هـ الموافق لـ 15/03/2016م من التاسعة صباحا إلى 13:30.
قدمت السيدة المحترمة نجاة بوزيد درسا تجريبيا رائعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد أحسنت الاختيار، وربما كان ذلك من حسن حظنا، إذ صادفنا درسا في الدعم أي حصة متكاملة الجوانب...و مما أشار إليه الأستاذ المفتش، وهو يثني على هذه المربية الثناء المستحق، أن حصة الدعم هاته تجري وفقا لملاحظات مسترسلة عن مصادر الصعوبات و أسباب التعثرات، وأنها تنزّل تدبيرا بناء على تخطيط علمي موجه نحو تحقيق الأهداف المرصودة، ونماء الكفاية المستهدفة... فالبطاقة التقنية هي بوصلة الحصة و دليلها الذي قد لا يستحضره الكثيرون ممن يعتقدون أن الذاكرة قادرة على تجاوز كل التحديات، وهي هفوة قد تنقلب مع العادة الى زلة تفشل أسلوب المدرس(ة) العاجز عن استحضار كل الحالات أثناء حصص الدعم التي تتحول إلى وقت مستقطع للمراجعة، أو وقت بدل الضائع لا يعيره المدرس أي قيمة، لأنه يتعامل مع الوقت الأصلي... ولو كان ذلك صحيحا لما فازت فرق كبيرة بألقاب عالمية بعد أن تداركت الموقف و رجعت أو عادت من بعيد في الأنفاس الأخيرة للوقت المحتسب "بدل الضائع".
ومعلوم أن كل متعلم قابل للتعلم إذا أتيحت له شروط التعلم الجيد، ومنها المعلمة الجيدة كالسيدة نجات بوزيد التي تفاعلت مع متعلميها بشكل تواصلي عاطفي مستعملة وسائط و تقنيات تعليمية حديثة  وتقليدية لتبليغ الرسالة...كانت تتحرك يمنة و يسرة بمرونة و يسر كالممثل المحترف على خشبة المسرح لغرس الموارد = المعارف + المهارات + المواقف في أذهان متعلميها، وقد عرجت وهي في منتهى الحماس على المستثنى و الاستثناء، التمييز و المميز، اسم التفضيل....
قبل أن تصوغ نصا كتابيا مركبا لاختبار مدى ترسخ الأهداف لدى المتعلمين، و الحكم على مدى نماء الكفاية الكتابية المستهدفة.... وقد ساهمت القيم التي يروج لها النص في استيعابه من لدى التلاميذ، حيث شكلت تلك القيم المروج لها دافعية و حافزا للتجاوب مع "النص التطبيقي": فهما و شرحا و لغة  وإعرابا و تحويلا... إضافة الى معانقة قيمه و مواقفه :
1) ما أحسن أن تعيش بين أسرتك يا ولدي.
2) العيش في البلد أفضل من العيش بين الغرباء.
3) إن تراب الوطن أفضل قيمة من كنوز الدنيا.

وختمت الأستاذة حصتها التعليمية بأناشيد حماسية ألهبت مشاعر الحاضرين و المتعلمين على حد سواء.
وهنا أحس الأستاذ المفتش بأن الأستاذة أكملت مشوارها بسلام، ووصلت بمتعلميها إلى بر الأمان غانمة مشكورة... فتدخل و طالب المتعلمين و الأساتذة بترديد النشيد الوطني المغربي، وهو ما كان بالفعل... قبل أن توزع المربية قطعا من الحلوى على متعلماتها و متعلميها اعترافا منها بدورهم الكبير في إضفاء متعة خاصة على أجواء الدرس بمشاركتهم و مساهماتهم و حسن تفاعلهم معها.
وفي آخر الحصة، كما في بدايتها، ذكر الأستاذ المتعلمين ببعض القيم التي عليهم اعتناقها و الدفاع عنها إذا أرادوا أن يكونوا مواطنين إيجابيين، ومنها ما جاء في أشرطة:
مثل قلم الرصاص
قصة كوب اللبن
التعليم في فلسطين
التعلم من المهد الى اللحد
ثم قص على المتعلمين ما قاله "أوسكار وايلد" من أن الانسان – أي إنسان- قد يعاني من شيئين (مصيبتين) في الدنيا :
1) ألا يحصل على ما يريد: وهذه تحدث لأي كان لأن العين بصيرة و لكن اليد قد تكون قصيرة. ومع ذلك فالإنسان مطالب بسلسلة من المحاولات، وألا يقنع بمحاولة وحيدة ويستسلم. فالسقوط ليس عيبا، ولكن العيب كل العيب أن تبقى حيث سقطت.
وقال الأستاذ المفتش مخاطبا الحضور الكريم : إنكم تعلمون أن الأنبياء و الرسل و المصلحين على مر التاريخ نجحوا في أداء رسالاتهم على الوجه الأكمل، ولكن بعد جهد جهيد و عناء وكد... وأنهم تعرضوا للتعذيب و التنكيل و الطرد من البلد و التشهير بهم، و اتهامهم بالجنون والسحر و الكذب و الافتراء... ومع ذلك صمدوا حتى أتاهم نصر الله، واستشهد بآية من سورة يوسف: " حتى اذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا" يوسف، الآية 110.
وذكر الأستاذ الفاضل أن علم التنمية البشرية يؤكد: إن المفتاح الأخير في سلسلة المفاتيح، هو الذي يفتح الباب غالبا.
2) أن تحصل على ما تريد دون الاستمتاع به:  وهنا وجه الأستاذ انتباه التلاميذ الى ضرورة الاستفادة – إلى الحدود القصوى الممكنة – من إمكانات أساتذتهم جميعا، وفي مقدمتهم هذا الكنز الثمين الذي لا ثمن له في إشارة منه الى الاستاذة نجات بوزيد التي تأثرت إيجابيا بهذه الكلمات، وقالت ما معناه إنها رهن إشارة مفتشها و مديرها و تلامذتها و كل أساتذة و أستاذات المدارس الملتئمة هنا.
الأساتذة و الأستاذات نوهوا كثيرا بزميلتهم، و أعجبوا بأدائها، وثمنوا إصرارها و رغبتها في إتمام انشطتها المحددة سلفا في الوقت الخاص بها...كما مدحوا اسلوبها و حسن تدبيرها للأنشطة مع ما يعني ذلك من تخطيط عقلاني مركز تم بكيفية متأنية، وتقويم موضوعي ومعالجة فورية و دعم إجمالي بدت بوادرها في تدخلات المربية.
وجاءت الاستراحة حيث استرعى انتباه زوار المدرسة ذلك التلاحم العاطفي بين جميع مكونات الأسرة التعليمية بالقاضي عياض... وتمنى البعض العمل هنا و الانضمام الى الطاقم المدبر تربويا و إداريا للشأن التربوي التعليمي بهذه المدرسة التي دأبت على إكرام ضيوفها، والسهر على راحتهم في بيئة ذات جودة عالية على جميع المستويات.
وبعد حوالي 30 د تم استئناف الأنشطة الى غاية 13H30min على الشكل الآتي:
تدخل السيد محمد خليد مدير م/م القرية النموذجية  حول: " التدابير ذات الأولوية من التنظير الى التفعيل".
مداخلة السيد أحمد العروصي أستاذ من م/م ايت اعمير حول : "سيرورة تفعيل التدابير ذات الأولوية".
مداخلة الاستاذ نورالدين الفرخ من م/م ايت بوجو حول: " تنزيل الرؤية الاستراتيجية".
أنشطة تربوية هامة ببني ملال:من بينها ثمان رافعات لتحقيق الإنصان و مدرسة التكافؤ  والارتقاء....

وبما أن هذه المواضيع تهدف الى تحقيق نفس الأغراض، وتصب في نفس الاتجاه و تروم بلوغ المقاصد نفسها، فإن هذه اللجنة الثلاثية كلفت السيد نورالدين الفرخ للتحدث باسمها ربحا للوقت، واختصارا للجهد. وقد تضمنت مداخلة السيد الفرخ تركيزا مفصلا حول:

ثمان رافعات للتغيير بغية تحقيق مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء 

مدخل
أصبحت المدرسة تتصدر الواجهة في الحياة السياسية والمجتمعية نظرا لدورها الحيوي للنهوض بالفرد والمجتمع. لذلك أضحت تحظى باهتمام كبير وعلى أعلى المستويات (الحث على إصلاح المنظومة التربوية من خلال خطابات صاحب الجلالة).
وعليه، فقد اضطلع المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بهذا الدور باعتباره مؤسسة دستورية أفرزها دستور 2011 لهذا الغرض.
وفي هذا الصدد، في وقت سابق، أفرز المجلس تقريرا يرصد فيه مدى تنزيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ويرصد فيه كذلك اختلالات المنظومة التربوية بالمغرب.
وفي نفس الإطار دائما، أصدر المجلس ما بات يعرف بـ «الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030».
تتكون هذه الرؤية من أربعة فصول، وكل فصل يتكون من مجموعة من الرافعات.
وما يهمنا الآن هو الفصل الأول برافعاته الثمانية.

الفصل الأول: من أجل مدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص

الرافعة الأولى: تحقيق المساواة في ولوج التربية والتكوين

تتجلى في:
1. السهر على الالتزام باحترام مبادئ وحقوق الطفل والمرأة والإنسان عموما في جميع مرافق التربية والتكوين؛
2. على المدى المتوسط، تحقيق هدف الولوج التام للتربية والتعليم والتكوين، لجميع الأطفال المغاربة، ذكورا وإناثا، خصوصا الفئة العمرية 4-15 سنة؛
3. من واجب الدولة والمجتمع توفير المستلزمات الميسرة للتربية والتكوين (فصول دراسية ملائمة، مرافق صحية، أدوات جيدة للتدريس والتعلم،...
4. تمكين أبناء الجالية المقيمة بالخارج من تعليم مواز يضمن لهم تعزيز هويتهم، وانتماءهم للوطن...
5. تعزيز وتوسيع نظام الإعانات المالية للأسر المعوزة قصد استكمال أبناءها لدراستهم
6. اعتماد آليات كفيلة بالتتبع الفردي للتلاميذ
7. مواصلة جهود محاربة الهدر المدرسي والانقطاع وتجفيف منابعهما
8. التفعيل الناجع لمشاركة الجماعات الترابية في النهوض بالمدرسة.

الرافعة الثانية: إلزامية التعليم الأولي وتعميمه

تعميم تعليم أولي بمواصفات الجودة وتحسين خدماته وذلك بتمكين الأطفال المتراوحة أعمارهم 4-6 سنوات من ولوجه؛
إحداث إطار مؤسساتي يختص بالتعليم الأولي، يكون تحت إشراف وزارة التربية الوطنية؛
اعتماد نموذج بيداغوجي موحد الأهداف والغايات، متنوع الأساليب خاص بالتعليم الأولي؛
إعادة تأهيل المؤسسات الأولي القائمة في اتجاه ملاءمتها والرفع من جودة أدائها؛
إحداث شعب لتكوين الأطر اللازمة للتعليم الأولي بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين

الرافعة الثالثة: تخويل تمييز إيجابي لفائدة الأوساط القروية وشبه الحضرية والمناطق ذات الخصاص

تعميم تعليم إلزامي منصف وذي جودة دون تمييز مجالي؛
توفير الفضاءات الملائمة للتمدرس في الأوساط القروية والمناطق ذات الخصاص، في إطار شراكة تعاقدية مع الجماعات الترابية والقطاع الخاص؛
تعزيز وتوسيع تجارب إنشاء مساكن جيدة للأطر التربوية والإدارية، وكذا الإسهام في تمويل برامج التربية غير النظامية ومحو الأمية؛
بذل مجهود خاص لتشجيع تمدرس الفتيات في البوادي؛
العمل على تقييم تجربة المدارس الجماعاتية من أجل تطويرها والارتقاء بها؛
ضمان حفز وتثمين خاصين لكافة الأطر التربوية والإدارية المزاولة لعملها في الأوساط القروية والنائية.

الرافعة الرابعة: تأمين الحق في ولوج التربية والتكوين للأشخاص في وضعية إعاقة، أو في وضعيات خاصة

إدماج الأطفال المعاقين في المدارس لإنهاء وضعية الإقصاء والتمييز؛
وضع مخطط وطني لتفعيل التربية الدامجة للأشخاص في وضعية إعاقة، أو في وضعية خاصة، يشمل المناهج والبرامج والمقاربات البيداغوجية...
تكييف الامتحانات وظروف اجتيازها مع حالات الأشخاص في وضعية إعاقة؛
إدماج محاربة التمثلات السلبية والصور النمطية عن الإعاقة في التربية على القيم وحقوق الإنسان، وفي الإعلام بمختلف أنواعه وقنواته.

الرافعة الخامسة: تمكين المتعلمين من استدامة التعلم وبناء المشروع الشخصي والاندماج

يشكل الاحتفاظ بالمتعلمين لأطول مدة ممكنة داخل المدرسة على أساس الاستحقاق ومعايير الجودة، عاملا اساسيا لتحقيق تعليم عادل ومنصف يوافق إنهاء المراحل الدراسية للتعليم الإلزامي والتعليم التأهيلي، وتتويج ذلك بإشهاد.
كما يتحقق هذا الاحتفاظ بالتوجيه نحو التكوين المهني أو الالتحاق بالتعليم العالي وفق الشروط المطلوبة للولوج.

الرافعة السادسة: تخويل مؤسسات التربية والتكوين التأطير والتجهيز والدعم اللازم

توفير الأطر التربوية والإدارية الكافية، وذات الكفاءة التربوية والمهنية الملائمة والمتجددة؛
تمكين مؤسسات التربية والتكوين من البنيات التحتية والتجهيزات والأدوات الديداكتيكية اللازمة، وفضاءات التعلم والتثقيف، مكتبات رقمية...
تمكين كل فصول المؤسسات التعليمية من استعمال الوسائل السمعية البصرية، وتقنيات الإعلام والتواصل؛
دعم برامج السكن اللائق للفاعلين التربويين، خصوصا بالوسط القروي، لتيسير أدائهم المهني وضمان استقرارهم وأمنهم؛

الرافعة السابعة: إرساء مدرسة ذات جدوى وجاذبية

من أجل مدرسة ذات جاذبية ومفعمة بالحياة، تضمن المواظبة على الدراسة وتيسر المتابعة السلسة لمسارها، وتوفر شروط التفتح والإقبال على التعلم، وتضع بالتدريج حدا لكل أشكال الانقطاع والهدر، ينبغي تركيز الجهود على:
1. إدماج برامج الدعم التربوي في صلب المناهج والبرامج المقررة؛
2. تعزيز وتعميم برامج الدعم المشروط للأسر المعوزة من أجل ضمان مواصلة أطفالها لتمدرسهم؛
3. دعم وتنويع الأنشطة الثقافية والرياضية والإبداعية....

الرافعة الثامنة: التعليم الخاص شريك للتعليم العمومي في التعميم وتحقيق الإنصاف

يعد قطاع التعليم الخاص مكونا من مكونات المدرسة المغربية، وطرفا في المجهودات الرامية إلى التعميم الشامل والمنصف للتعليم، وكذا تنويع العرض التربوي الوطني وتجويده؛
تأكيد ضرورة التزام التعليم والتكوين الخاص بمبادئ المرفق العمومي؛
قيام الدولة اتجاه التعليم الخاص بمهام الترخيص، وإصدار القوانين المنظمة، وضمان معايير الجودة، ومعادلة الشهادات...
استفادة التعليم الخاص من تحفيزات من الدولة أو الجماعات الترابية للنهوض بتعميم التعليم الإلزامي، لا سيما بالمجال القروي؛
إعداد دفاتر تحملات جديدة حسب نوعية الاستثمار التربوي ومواصفاته، من قبيل: ضبط المضامين والتأطير والامتحانات... ضبط رسوم التسجيل والتمدرس، والنقل، والتأمين...
خلاصة
أنشطة تربوية هامة ببني ملال:من بينها ثمان رافعات لتحقيق الإنصان و مدرسة التكافؤ  والارتقاء....

  و عند حديثه عن العوامل المؤثرة في الذكاء وسيكولوجية الذكاء (تم التطرق لها بالتفصيل خلال شهري نونبر ودجنبر الماضيين)، توقف الأستاذ السيد محمد حسينة عند نتائج اختبارات دراسات طبية نفسية في هذا الصدد:
شرب القهوة والشاي ـ وهي منبهات ـ بجرعات معتدلة يؤدي إلى تنشيط العمليات العقلية، حيث إن الكميات المعتدلة من الكافيين تؤثر إيجابا في المخ... وكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده.
وعلى العكس من ذلك تماما فتعاطي الكحول له أضرار جسيمة على العمليات العقلية، وخاصة على المدى البعيد.
إن سوء التغذية للجنين تؤدي لضعف الدماغ ضعفا لا يمكن تعويضه في المراحل العمرية التالية، لأنه يكون في مرحلة التكوين.
إن سوء التغذية في السنوات الأولى له دور خطير في ظهور الأمراض العقلية.
إن 10% من حالات التخلف العقلي ناشئة عن إصابات الولادة.
إن درجات معظم المصابين بأمراض جسمية تكون أقل من غيرهم في اختبارات الذكاء.
هناك ارتباط ايجابي دال بين الذكاء و المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و مستوى تعليم الاباء و مهنهم.
الحرمان من المثيرات الحسية له اثر سلبي على الذكاء.
إن الحرمان العاطفي و أساليب التنشئة الأسرية الصارمة يؤدي إلى تراجع مستوى الذكاء لدى الطفل بشكل واضح و العكس صحيح.
إن الحرمان من الحواس له أثر سلبي ـ بدرجة بسيطة جدا ـ على الذكاء.
أما الاختبارات و الدراسات المركزة على عوامل نفسية و تربوية، فخلصت إلى:
1) الحرمان من محفزات التعلم، وندرة استخدام الحواس و الأعضاء (العضو الذي لا يستعمل يحكم عليه بالتعطيل النسبي/ من لا يتجدد يتبدد)، ويؤثر في النشاط الكيماوي للدماغ الذي يقل و يضعف.
2) الاكتئاب المزمن : العناصر المصابة بالاكتئاب المزمن حصلت على نتائج متدنية في اختبارات الذكاء.
3) المعيشة الخاملة: تحرم الدماغ من الاستفادة من زيادة نسبة استهلاك الأوكسجين. كما يحدث خلال إجراء تمارين رياضية مكثفة مثلا.
4) المخدرات و الكحول: تغير المزاج، وهي ضارة بالجهاز العصبي المركزي، وبالتالي فمدخنها يجد صعوبة في التعامل مع الاختبارات برؤية شاملة وروية هادفة.
5) الإجهاد: قليل منه مفيد لتنضج الطاقات الكامنة، واستحضار الحلول وتفادي الفخاخ المنصوبة في طريق الشخص، أما كل شيء زاد عن حده فينقلب ـ لا محالة ـ إلى ضده، ذلك أن الإجهاد الحاد يعمل على تخفيض الطاقات الفعالة أو الوظيفية للقدرات.
6) وضعية الجلوس: فإذا كان الشخص في وضعية جلوس مقفوص الظهر ـ وتعود على ذلك ـ فإنه لا بد أن نعلم أن هذا الوضع غير سليم لأنه يلقي بالضغط على الشرايين، ويخفف من وصول الدم إلى المخ (الدماغ)... ومعلوم أن نقص وصول الدم المتدفق إلى الدماغ يؤثر في العمليات العقلية الكبرى كالتفكير، و الفهم، و الانتباه و الادراك، و التركيز و التحليل. وعليه تتضاءل قدرات الشخص في التجاوب مع اختبارات الذكاء.
هذا، وقد نصح السيد المفتش المحترم أساتذته الكرام و أستاذاته الكريمات، و تلامذتهم الأعزاء باحترام مبادئ التغذية السليمة، ومنها:
1) اعتماد الحبوب و الخضر و الفاكهة أساسيات للتغذية المفضية إلى دعم "التفكير الذكي".
2) تصحيح النظام الغذائي المتبع بين ظهرانينا، و المعتمد أساسا على الدهنيات والنشويات و الوجبات السريعة... مع ضرورة تنويع الطعام، وتعديل طريقة الطهي، وأواني الطبخ... ومحاربة الاعتماد على الكم بدل النوعية... وتفادي استهلاك اللحوم و الخضر و الفواكه الناتجة عن عملية ذبح أو جني بتقادم و لو نسبيا.
7) تناول ما يكفي من الأملاح المعدنية و الفيتامينات يوميا، لأن نقصها أو عدم تناولها أصلا يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها على المدى البعيد.
وقد ذكر مفتشنا الجليل بأن بعض عوامل ذكاء الأمريكيين موجودة في القمح الأمريكي الذي يعتمد على معدن السلينيوم، و هو المعدن المسؤول عن التركيز (محاربة النسيان و الانتباه لمدة طويلة)، وأن المساجين الذين تلقوا الملحقات الغذائية (مثلا بجزيرة جاڤا الأندونيسية) تحسن سلوكهم مقارنة بأقرانهم الذين لم يتناولوها... وخلص الأستاذ محمد حسينة إلى القول: "إن بعض مشاكل التعلم و النسيان و المشاكسة و الاكتئاب هي علامات مميزة تصاحب نقص الفيتامين B في الجسم".
كما أن معدن المغنيزيوم جد مهم في عودة الأمور إلى نصابها خاصة إذا لاحظ التلميذ أو الأستاذ أو الإنسان بكيفية عامة أن أعصابه تنفلت من عقالها، وأن سيطرته عليها تبدو محتشمة فما عليه سوى بمكملات المغنيزيوم والفيتامين B لتجنب كل انزلاق غير محسوب العواقب... فكثير من المغنيزيوم في الدم كفيل بضمان الاستقرار النفسي والهدوء والاتزان للشخص.
وقد أفاض الأستاذ المفتش في الحديث عن "مدرسة التكافؤ والإنصاف والارتقاء" فقد وضع ملامحها خلال السنة الماضية، والتي قبلها، أي أنه عادة ما يستبق الأحداث وينجح في تصوراته وانطباعاته لأنه ينطلق من قراءات متنوعة لتجارب الدول وخبرات الوزارات المعنية عربيا وعالميا، وأساليب أساتذة متميزين نجحوا في اختراق النفق المظلم، وأوصلوا سفينتهم إلى بر الأمان بكامل عناصرها دون خسائر تذكر... وهذه الأيام تحدث المفتش محمد حسينة عن:


 الهيكلة الجديدة للمديرية الإقليمية (النيابة سابقا) والتي تضم:

1) مصلحة الشؤون التربوية.
2) مصلحة التخطيط والخريطة المدرسية.
3) مصلحة تأطير المؤسسات التعليمية والتوجيه.
4) مصلحة تدبير الموارد البشرية.
5) مصلحة الشؤون الإدارية والمالية.
6) مصلحة البناءات والتجهيزات والممتلكات.
7) المركز الإقليمي لمنظومة الإعلام (بمثابة مصلحة).
8) المركز الإقليمي للامتحانات (يقوم مقام مصلحة).
وطالب السيد المكون التربوي كل مسؤول كيفما كان أن يلتزم بأخلاقيات المهنة، وأن يبادر إلى الدفاع عن منظومته التربوية كيفما كانت قناعاته الإيديولوجية... ودعا الجميع إلى تحمل كامل المسؤولية في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها قطاع التربية والتكوين الذي توجه إليه جميع السهام محملة إياه الفشل، ومتهمة له بكونه المنطلق الرسمي لأدبيات التطرف والإرهاب... وهنا توقف الأستاذ المفتش محمد صالح حسينة ليؤكد أن "اللغة العربية" و "التربية الإسلامية" بريئتان من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف... وحذر الجميع من مغبة اعتناق أفكار مسمومة يروج لها "اللوبي الاقتصادي" و"اللوبي الإعلامي" لأنهما يختبآن وراء المدرسة في محاولة منهما لتبرير فشلهما في صنع تنمية إنسانية مجتمعية... هؤلاء يمارسون الجشع ولا يفهمون شيئا في ثقافة الرحمة والتسامح: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" الأنبياء، الآية 107 "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر" آل عمران، الآية 159 "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" النحل، الآية 125.
وأكد أن الخلل يكمن في منظومة قيم مجتمعية تم تبنيها من طرف أنصاف المتعلمين المتطرفين الذين يدفعون في اتجاه خلط الأوراق عبر قلب الحقائق... وضرب مثلين: الأول متعلق ببناء سور الصين العظيم الذي جاء بناء على ضرورة ملحة تتجلى في وقف غزو هذا البلد... ولكن تبين خلال مائة عام الأولى لبناء هذا السور الشاهق المتين، أن الصين قد تم غزوها ثلاث مرات... ولكن الغزاة في كل مرة لم يكونوا في حاجة إلى إحداث ثقب أو تسلق السور، وإنما دخلوا عبر الأبواب عن طريق إرشاء الحراس... وهنا شجع المسؤولون الصينيون ثقافة بناء الإنسان عبر المنظومة التربوية عامة (الأسرة – المدرسة – الحزب – النقابة – الجامعة – النادي – التلفزيون – الإذاعة...). فأصبح الإنسان الصيني تخافه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مجتمعة... ومن تجليات هذا البناء أن الفرد في الصين تهمه لغته بالدرجة الأولى، وهو مخلص لوطنه في مقام ثان، ومتشبث بتراث وثقافة بلده على مستوى ثالث، وتلك مناعة مكتسبة على مستوى التفكير والاقتناع والممارسة.
والمثال الثاني ضربه السيد المفتش متكاملا مع الأول وينحو نفس المنحى، ذلك أن أحد عمال الخليفة عمر بن عبد العزيز كتب إليه يطلب معونته فيما يخص تسوير مدينة (بناء سور يحميها)، وتبليط أزقتها (من أجل جماليتها)، فرد عليه عمر رحمه الله بما معناه أن "سَوّرْها بالعدل وطهرها من الظلم، وبعد ذلك فأهلها قادرون عليها"، [أي أن الإنسان النامي والعاقل الذي ينعم بالعدل (وهو أساس الملك) ولا يخاف من بطش الظالمين والتظلم... قادر على تحمل مسؤولياته في بناء ونماء وطنه ومدينته وأهله ونفسه... ولو دون مقابل].
وخلص السيد المفتش إلى القول: إن الفساد كالزئبق يأخذ أشكالا مختلفة، وقد يكون ميكروبا يختفي في أوقات القوة، ولكن يعود إلى الظهور في الأوقات العصيبة... ومحاربة الفساد تقتضي أن نحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا أي كان لنساهم في إعمار الأرض التي تئن تحت وطأة إنسان تحول إلى ذئب على أخيه الإنسان حسب تعبير الفيلسوف HOBBES.
وبمدرسة الأطلس ببني ملال، خلال اليوم الثاني 16/03/2016م الموافق 11/06/1437 هـ، ومن H0009 صباحا الى 13H30، انطلقت الندوة بتذكير عبارة عن ملخص خاص بما سبق تداوله خلال الأنشطة السابقة ب: الهدى أطلس، الأمل، الصومعة، القاضي عياض (مرتان) :

1) التقويم يمارس في بداية، أثناء، وفي نهاية التعلم.

في بداية التعلم صنف التقويم الملائم هو التشخيصي، ودوره توجيهي، أدواته هي الروائز والتمارين و الوضعيات و التداول حول تاريخ الشخص المعني (التلميذ)، ومتاعبه الخاصة مع التنبؤ بمصير الطفل ومآله التربوي... وإن تعجب فعجب قرار بعض المؤسسات أو الأساتذة إرجاع المتعلم إلى المستوى الأدنى ضدا على كل القرارات السابقة التي أهلته للتواجد في هذا المستوى الأعلى، وطعنا في زملاء و زميلات يجيدون التعامل بتدرج و إنصاف و منح الطفل المزيد من الوقت لتتفتح إمكاناته و تنضج مهاراته...فعوض الحكم على التلميذ بأنه من حقه مواصلة التعلمات، وممارسة المعالجة في المواد الأداتية، ووضع خطة نفسية تربوية تمتد على مدى السنة الدراسية تجد البعض يصدرون حكما متعسفا مطلقا على تلميذ بريء (بالتكرار والاهمال) غير فاسحين له الفرصة لاستئناف الحكم و لا حتى الاستماع إلى توسلاته واستعطافاته كي تؤخذ إكراهاته  و ظروفه بعين الاعتبار، ولكن لا حياة لمن تنادي.
خلال ارساء الموارد يمارس التقويم التكويني وهو أهم نوع لأنه يهدف إلى مواكبة المتعلمين و تتبع أنشطتهم أولا بأول، مع تخطيط فقرات و محطات للدعم و التوليف لتمكين التلاميذ من توظيف المفاهيم وتقريبها بعضها بعضا، في أفق استثمارها بشكل مقبول و سليم في وضعيات جديدة... دور هذا التقويم هو تعديلي و يصب في اتجاه تصحيح الأسلوب، و تمكين المتعلم من اتقان استراتيجيات تروم تحقيق الهدف بأقل جهد ممكن. أما الأدوات الكفيلة بتعزيز الدور التعديلي لهذا الصنف من التقويم فيمكن تلخيصها في : التمارين التطبيقية، التمارين التوليفية، وضعيات مركبة نسبيا.... ومهما كانت الصعوبات الناتجة عنه يقرر الاستاذ مواصلة التعلمات مع التركيز على المعالجة في المواد الأداتية.
انطلاقا من بزوغ فجر الاسدوس الثاني للسنة الدراسية يتم رفع الايقاع التربوي بكيفية متدرجة ولكنها ملموسة تتوخى توظيف التقويم التكويني في حلته التعديلية في أنشطة متقدمة بالنسبة للأهداف و الكفايات المستهدفة. فالتتبع و التكوين و الترميم و المعالجة والدعم و التصحيح كلها عمليات تربوية مهمة ترتدي زيا تنافسيا تصاعديا في أفق مواجهة تحديات قد تطرحها امتحانات و اختبارات قادمة بقوة. ولذلك يصبح التعامل مع وضعيات متنوعة أمرا مرغوبا فيه، كما يغدو مدى التحكم في الكفاية هو المطلب الأساس... ولكن مع استحضار المعالجة الفورية و النهائية في كل الفقرات.
في نهاية السنة الدراسية توظف الوضعيات المركبة، و الوضعية المركبة = الكفاية ÷ الهدف. أي أن المشرع كان ينوي ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال الاشتغال على الوضعية: أن يطمئن على تمكن المتعلم من الموارد (المعارف و المهارات و المواقف) و أن يتيقن أن الكفاية قد تحققت فعلا (ولو في مستواها الأدنى تقريبا 07/10 ). وهنا نجد أنفسنا أمام التقويم الإشهادي (ولسنا أمام امتحان بالمفهوم الكلاسيكي)... لأن التقويم = إصلاح الاعوجاج، لا يتضمن تكسير أو تحطيم أو احراق الشيء المعوج قصد التخلص منه كما يفعل الامتحان بمن يطلق عليهم في قاموسه الراسبين و الفاشلين و غير المسايرين، ولكن كذلك بما يسميهم المتفوقين و الأذكياء حيث سوء النية. منذ البداية، في فلسفة الامتحانات لتكسير عظام من لا يساير أوامرها في الحفظ و التلقين و الجمود والتحجر و التضخم.
وانتقد الاستاذ محمد صالح حسينة بقوة " إقصاء الفاعل التربوي " صاحب الرؤية المرنة الشاملة لصالح " الإداري المتعصب " في نظامنا التعليمي التربوي بالمغرب... فأنصار " الامتحانات " يمتلكون النفوذ و القوة، ومعلوم أن القوة تنشئ الحق و تحميه حسب الزعيم البريطاني "ونستن تشرتشل".
وحتى على مستوى "مقرر السيد الوزير" الذي يصدر قبل 30/06 فإن الأساتذة لا يحترمون إلا شيئين: "تواريخ العطلة من كل سنة و يومية الامتحانات". ولا يمكن لأي كان أن ينفي ذلك ما دمنا نشتغل منذ البداية الى النهاية ـ وخلال كل زمن تعلمي ـ على هواجس وهوس الامتحانات.
وهنا تدخل بعض الأساتذة لمساندة السيد المفتش في آرائه معتبرين أننا بإقصائنا للمراقبة المستمرة نكون قد أجهزنا على سلطة من صلاحيات الأستاذ في جميع أنحاء المعمور... وأن الأسباب ـ مهما كانت موضوعية ـ لا تبرر الاجحاف الممارس في حق الاستاذ... فهذه التصرفات للمسؤولين تبين لا مسؤولية من يتخذ القرارات داخل المكاتب المكيفة، ويهضم حق الأستاذ المعهود في ممارسة حقه على إصدار حكم شامل على المتعلم: الانضباط، المواظبة، التواصل، الحوار، التعاون الايجابي، القدرة على العمل في فريق، هدوء الأعصاب، المشاركة في الفصل... وهي عمليات تربوية لا يجازي عليها ـ بعد الله سبحانه و تعالى ـ إلا أستاذ مغربي أصيل يحمل بين جنباته روحا طاهرة ونفسا لوامة تلومه على الظلم، وضميرا حيا يوقظه من سبات " عدم الاعتراف بالأخر " أو التسرع في اصدار" حكم "مسبق على الأخر" تحت ذريعة أسباب واهية تفصح عن نية مبيتة لا تليق بنساء ورجال التعليم.
و عند حديثه عن دور التربية العربية في تنمية الارادة الانسانية توقف السيد المفتش عند ضرورة مراجعة اليات التربية العربية و مضامينها بكيفية ممنهجة تفضي الى لعبها دور التنمية الحقيقية في الشخصية العربية، و لم يفته أن يشير الى نتائج هذه التربية التي تنتج :
شخصيات غير قادرة للحوار مع الاخر، و نمطية في التفكير.
شخصيات جامدة متصلبة الرأي لا تملك من النقد و التقويم الا تصنيف الأمر في خانة أبيض أو أسود.
شخصيات ضعيفة لا تملك رأيا حرا، و لا تقدر على التعبير عن أفكارها و توجهاتها بحرية وتلقائية، بل تجدها تابعة منقادة لغيرها، لا تقوى على قول الحق و الجهر به... فتلجأ الى الطعن في الظهر، والتنكر للجميل، وممارسة النفاق في واضحة النهار.
شخصيات غير قادرة على مواجهة المواقف الطارئة بجرأة و شجاعة، و تكتفي بالشجب و الإدانة والاستنكار عوض البحث عن الحل أو امكانية تجاوز المشكلة، إنها شخصيات غير قادرة على اتخاذ القرارات الصائبة وقت الأزمات.
شخصيات مستهلكة غير منتجة تلجأ الى التواكل و تفرط في الاعتمادية.
شخصيات يغلب عليها التفكير الأسطوري السحري رغما عن حملها لأعلى الشهادات العلمية وحصولها على أجود الدرجات الجامعية.
شخصيات تحس بالاغتراب في وطنها، منعزلة و عازفة عن المشاركة الاجتماعية.
شخصيات عاجزة عن تحمل المسؤولية و لا تعرف الى الاستقلال الفكري سبيلا.
شخصيات غير مبتكرة، غير مبدعة، حباها الله فكرا لم توظفه أحسن التوظيف، ومنحها بيئة غنية ماديا و معنويا فلم تستفد منها ولم تقدر على تطويرها بجعلها في خدمة الانسانية.
شخصيات غير قادرة على اتخاذ مواقف جريئة في حل المشكلات.
و بعد ذلك انتقل السيد المفتش للتحدث عن قواعد التعامل مع الشدائد ولخصها في النقاط التالية:
لست وحدك
لا يقدّر الله شيئا الا لحكمة
جالب النفع و دافع الضر هو الله فلا تتعلق الا به
ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك
اعرف حقيقة الدنيا تسترح
أحسن الظن بربك
اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك
كلما اشتدت المحنة قرب الفرج
لا تفكر في كيفية الفرج فإن الله اذا اراد شيئا هيأ له أسبابه بشكل لا يخطر على بال
عليك بدعاء من بيده مفاتيح الفرج
من ظن أن الباطل سينتصر على الحق فقد أساء الظن بالله (الإمام ابن القيم)، لذلك " تفاءل بالخير تجده " و اعلم "فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا" الشرح، الآيتين 5 و 6.
وقد أشار الأستاذ محمد صالح حسينة الى دراسات حول العالم العربي مرتبطة بالتنمية الانسانية لسنة 2014م في بلدان أطرتها منظمة اليونسكو و زكتها مؤسسة الفكر العربي، حيث جاءت كما يلي :
1) تدني مستوى قراءة الكتب الثقافية في العالم العربي، خاصة في صفوف الشباب الذين يفرون الى عوالم افتراضية خاصة بهم لا تسمن و لا تغني من جوع المعرفة و الثقافة.
2) الطفل الغربي يقرأ خارج المقررات الدراسية 200 ساعة في العام، أما في العالم العربي فلا يتعدى 06 دقائق.
3) رصيد الدول العربية لا يتجاوز  %1,1  من الانتاج العالمي في كتب الأطفال في دول يفوق عددها 55 مليون طفل.
4) معدل قراءة الأطفال عربيا هو الأدنى عالميا : كل 20 طفل يقرأون كتابا واحدا، أما في بريطانيا العظمى فكل طفل يقرأ 07 كتب في السنة، و الطفل الأمريكي يتعدى هذا الرقم بحيث يتجاوز 11 كتابا.
5) الدول العربية تحتل المراتب الأخيرة في سلم مؤشر الحرية، بينما تحتل هونغ كونغ المرتبة الأولى، متبوعة بسويسرا في المرتبة الثانية، و فنلندا في المرتبة الثالثة، ثم الدانمارك رابعا.
6) العالم العربي الأعلى في معدل هجرة الكفاءات، وقد شهد أكبر عملية نزوح و هجرة عام 2015م، وتجدر الاشارة إلى أن هذه الكفاءات متميزة بارتفاع مستواها التعليمي، ولكنها عانت من أوساط ضعيفة الاقتصاد و هشة على المستوى السياسي.
وفي المساء، انطلاقا من 14:30 توافدت الأطر التربوية المستدعاة لندوة أبي القاسم الصومعي، حيث شوهدت سيارات الأجرة والسيارات الخاصة وسيارات النقل المدرسي، وهي تتوقف من حين لآخر معلنة وصول 97 أستاذا وأستاذة يعملون بالمدارس الخاصة الآتية: أبو القاسم الصومعي – رواد المعرفة – عبد الله كنون – سفير القلم – م. القادري – ابن عربي 1 و 2 – الاقتباس – الرائد – ابن خلدون.
أنشطة تربوية هامة ببني ملال:من بينها ثمان رافعات لتحقيق الإنصان و مدرسة التكافؤ  والارتقاء....

وقد كانت روعة الاستقبال، وجودة التنظيم ومهارات المفتش في التعامل مع الحدث أهم مميزات هذه الأمسية الجميلة من خامس جمادى الثانية 1437 هـ رائعة بكل المقاييس...فالسيد عبد الله ياسين كان مسؤولا مباشرا عن التنظيم، وقد تميز بحفاوة استقباله وحرارة ترحيبه بزوار المدرسة، فأحس الأساتذة بذوبان الجليد سريعا... لذلك كان البشر يعلو محيّاهم، ولهذا كانت الاستفادة تلقائية خاصة وأن جل الحاضرين والمستفيدات داخل القاعة هم إما تلاميذ للأستاذ محمد حسينة أو سبق لهم أن تلقوا تكوينا ما على يديه (أكاديمية التدريس – وكالة إنعاش الشغل والكفاءات – ندوات خاصة...).
السيد عبد المجيد رجيب مدير مؤسسة أبي القاسم الصومعي رافق المفتش محمد حسينة لا يفارقه كظله، قدمه وأثنى عليه وشكرله اجتهاداته. والسيد رجيب هو أحد أطر أكاديمية بني ملال خنيفرة سابقا، حيث كانت "المغادرة الطوعية" من نصيبه، قبل أن يحط الرحال بهذه المؤسسة بعد رحيل مؤسسها التاريخي الحاج محمد ياسين. هذا وقد تبادل السيدان المفتش والمدير كلمات الترحيب بالأساتذة والأستاذات الذين تحدوا ضغط الوقت، وتجاوزوا جميع الإكراهات للحضور خلال هذه الأمسية التربوية الشيقة. كما رحب السيد رجيب بالسيد حسينة ممتنا له باختيار مدرسة أبي القاسم الصومعي ذات الموقع الرائع والفضاء الجميل، وهي المدرسة التي وصفها السيد المفتش بالمعلمة الكبرى التي يرتاح إليها كل من ولجها حيث شروط راحة المتعلم والأستاذ متوفرة، وظروف تعلم التلميذ متاحة في أجواء تجري فيها عملية التعليم والتعلم على قدم وساق... والواقع يشهد بأن 38 من أساتذة وإداريي هذه المدرسة المحتضنة للندوة (من أصل 97 مشاركا) كانوا في حالة استنفار قصوى لإنجاح هذا النشاط الذي قلما يجود الزمان بمثله، وفي هذه الظروف بالضبط التي يتحامل فيها أقطاب لوبيات المال الاقتصاد والإعلام ضد التعليم وشركائه المتحمسين لأدواره...
وقليلا ما نجد مفتشا يستدعي أطر التعليم الخاص وبعض المعطلين عن العمل من حملة الشواهد العليا معززين ببعض العاملين في قطاع محاربة الأمية، أو في مجال التربية غير النظامية... يؤطرهم ويوجههم ويتعاون معهم على تجاوز الصعوبات، ويرسم معهم خارطة المستقبل وكل ذلك بدون مقابل... ونادرا ما نصادف رجلا يعمل صباحا مع التعليم العام ومساء مع التعليم الخاص حتى ولو كان صائما. حدث هذا على الأقل ثلاث مرات في هذا الموسم (04/11/2015، 06/01/2016، 16/03/2016...)
مع العلم أن مثل هذا العمل المتقن يتطلب مجهودات استثنائية و تضحيات جسيمة. لقد تصرف السيد الأستاذ هذا المساء بصراحة وشفافية – كعادته دائما – عن مشاكل التعليم بالمملكة المغربية، ففي الوقت الذي دافع فيه عن المنظومة الوطنية بقوة مستشهدا بأدلة مقنعة عن أن النظام التعليمي يؤثر في النظام الاجتماعي لكنه قد يتأثر به سلبا وإيجابا... توقف عند معنى أنه إذا أردنا أن نصلح التعلم المدرسي في نظام التربية والتكوين، فإنه لا بد أن ننكب على اجتثاث بعض السلوكات الاجتماعية الناتجة عن ظواهر مجتمعية مستفحلة تأتي على الأخضر واليابس وتشكل عائقا أمام كل إصلاح... وألح السيد المفتش على شمولية الإصلاح، وأن يسير وفق خطة محكمة تتقدم عبر مسارات متوازية، وتنصب على تنقيتها من الشوائب العالقة بها. كما أشار إلى أن المجتمع المغربي يغط في "نوم مغناطيسي"، وأن العقل العربي كمخ موجود تشريحيا، ولكنه مغيب على مستوى تفعيل وظائفه، والسبب أننا نعيش تحت تأثير قوة الإيحاء المسلط عليه (أي العقل العربي) من ثقافتنا، ومن الذين يحنون إلى حقبة الوصاية على الشعوب... وأضاف المفتش شارحا وموضحا أن كل إنسان يتم تنويمه مغناطيسيا بدرجات متفاوتة عن طريق قوة وتأثير الإيحاء والخيال وذلك بواسطة الأفكار التي قبلها من الآخرين أو التي أقنع نفسه أنها صحيحة. واستشهد بفكرة "ويليام جيمس": "إن قدرتك على تحريك العالم كامنة في عقلك الباطن".
وبعد ذلك تطرق السيد المفتش إلى عرض بعض الوثائق التربوية مستعملا جهاز الإسقاط الضوئي مروجا لبعض المغازي والقيم والمواقف التي تأتي في شكل حكايات أو قصص أو أمثال على لسان البشر أو الجماد أو الحيوان حيث يستمد منها المربي بعض المبادئ ويستنتج عبرا هو في أمس الحاجة إليها لتطوير أدائه المهني، والنهل من عمليات التحفيز النفسي الذاتي... ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
 1. استراتيجية النمل
2. قصة قلم الرصاص
 3. الضفدعة التي بلغت قمة البرج
4. بناء القنطرة عوضا عن الجدار
5. قصة سرب الإوز...
 وقد استند السيد المفتش إلى التذكير بالآية الكريمة: "وتلك الأمثال نضربها للناس، وما يعقلها إلا العالمون" العنكبوت، الآية 43، كما دعم رأيه بقوله تعالى "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم" الأنعام، الآية 38.
وبعد ذلك قدم السيد المفتش عرضا جامعا حول "الكفايات" داعيا كل المساهمين والمساهمات إلى تجنب الوقوع في "فخ الأهداف"، لأن التجزيء معضلة من معضلات النظام التربوي المغربي، وقد آن الأوان للانكباب على دمج المعارف، وإعطاء الفرصة للتحليل والفهم، ومنح مساحة كبيرة لعملية التركيب.
وقد تلا هذا العرض نقاش مستفيض طرح من خلاله السادة الأساتذة همومهم ومشكلاتهم، وتوقفوا عند صعوبات التدريس.
 
 صعوبات التدريس

 
 
 صعوبات التدريس

 صعوبات التدريس

 
 
وانتهى الاجتماع مع أذان صلاة المغرب، حيث اضطر السيد المفتش إلى ضرب موعد آخر في فرصة لاحقة لتفاصيل أكثر.
وهكذا يتبين لنا جميعا بما لا يدع المجال لأي شك، ويتضح لكل ذي لب و ضمير حي أن السيد المفتش يمارس التأطير عن قرب و المصاحبة الميدانية المفضية الى اعتناق المستجدات بالروح و القلب قبل استيعابها بالعقل و النقل، ذلك أنه يوظف الأسلوب الضمني – وهو السهل الممتنع – لتمرير القيم والمفاهيم، و من ثم الدفاع عن المنظومة التربوية في قالب سلس يخضعه للنقد البناء أي للتعديل، والإضافة و التقويم الموضوعي قصد التحيين و إضفاء الحياة عليه بعد تسليط الأضواء على كل جوانبه لطرد اي غموض قد يتسلل الى ركن مظلم منه.
ومن جهة أخرى فهو لا يتردد في انتقاد وزارته و بعض مسؤوليها الذين يقتلون القتيل و يمشون في جنازته مركزيا و جهويا و إقليميا... ولا يهمهم في الحقيقة إلا أنفسهم و أولادهم، وبعد ذلك فليكن الطوفان... وعليهم ينطبق قول المرحوم طه حسين " لا يعملون و يسيئهم أن يعمل الاخرون "، و دائما ما كان السيد المفتش يردد : " لو كان الأمر بيدي و أيديكم لضمنا لأنفسنا و لتلامذتنا تفوقا غير مسبوق، و تعلما ناجحا بكل المقاييس... لكن نخاف أن يوسد الأمر – من جديد – لغير أهله، واذا اسندت الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة، و هو كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى... و الساعة هنا قد تعني، من بين ما تعنيه، شاعة شعب، وساعة قطاع التربية و التكوين في شقه العمومي على الأقل، أي نهايته و دماره و فشله نهائيا.
ولهذا كان الاستاذ محمد صالح حسينة يلح و يشدد على ضرورة قيام كل أستاذ و أستاذة، و كل مدير ومديرة، و كل مفتش و مفتشة، بأدوارهم كاملة غير منقوصة، فهذا الثالوث المغبون تربويا و المظلوم اجتماعيا، وغير المشرف قانونيا...يعول عليه للنهوض بالمدرسة المغربية العمومية...إن هذا الثلاثي –إذا استثمرنا فيه – قادر على قلب الوضعية رأسا على عقب شريطة تحفيز و تشجيع المجندين في صفوفه ليكونوا قدوة للآخرين... أما أن نعمل بسياسة مغربية يروج لها ذوو النفوس المريضة  والمنافقون، و مفادها أن " كل أولاد عبد الواحد واحد " أو أن " عمر بابور المغرب ما يطلع " أن سفينة المغرب مكتوب عليها الغرق، فتلك تناقض قوله تعالى " وألا تزر وازرة وزر أخرى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى" النجم، الآيات 38، 39، 40.
وإذا لم يتم تدارك الموقف بسرعة فسوء العاقبة آت لا مفر منه...ذلك أن هامش المناورة أصبح ضيقا إلى أقصى الحدود...وحبل الكذب لدى مسؤولينا كان دائما قصيرا، ولكنه أضحى في أسوء حالاته... والعقلية المغربية التي تؤطر الاخر بالتبرير، و تنفخ فيه الإشاعة، و تبيعه الأوهام... قد افتضح أمرها... ولذلك سقطنا جميعا نتيجة لحساباتنا الضيقة التي تعمل على إغراق الاخر و نجاة الأنا...فكان الغرق من نصيبنا جميعا. والسلام عليكم ورحمة الله.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/