لطيفة نادت، فهل من مجيب؟؟؟

الإدارة مارس 13, 2017 مارس 13, 2017
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

لطيفة نادت، فهل من مجيب؟؟؟

لطيفة نادت، فهل من مجيب؟؟؟



 ــ نورالدين الطويليع‎  لجريدة الأستاذ

وأنا أتلظى ببكاء لطيفة الجرموني، ابنة مدينة اليوسفية المصابة بداء السرطان، وأحترق بدموعها، أحسست أنني أتلقى صفعات كلمات تنطق بجحيم يصيب القلب في مقتل ويذيبه من كمد، وتهز الكيان هزا عنيفا، وتؤنب ضمائرنا على ما فرطت في جنب الإنسانية.
وأنا أتقلب كعصفور وضع حيا في مقلاة زيت مغلى، استحضرت الحديث الشريف: "من فرج من مؤمن كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة"، وحمدت القدر على أن ساق لنا هذه الحالة الإنسانية، عسى أن يكون لتفاعلنا الإيجابي معها، وسعينا لإزالة الغم عن صاحبتها، تطهيرا لنا من ذنب الانصهار الأناني والتهافت اللا منتهي وراء رغباتنا الضيقة وأهوائنا الشخصية، وعسى أن نحصد، نتيجة لذلك، بعض ما نسعى إليه، ونبحث عنه من سعادة وهناء  وراحة بال صباح مساء في العنوان الخطإ، دون أن ندري أن الطريق إلى ذلك تمر من معبر إسعاد الناس وإدخال البسمة عليهم والإحسان إليهم، مصداقا لقول الحبيب عليه الصلاة والسلام: "تداركوا الهموم والغموم بالصدقة".
لا عذر لنا جميعا بعد اليوم في ترك لطيفة بين مخالب واقع مأساوي، والاكتفاء بالتفرج على مشهد افتراسه لها...ربما قد يكون لنا بعض العذر فيما عاشته لطيفة من قبل، محرومة من اللطف والحنان، وهي تواجه مصيرها في صمت أيوبي، مصير حتم عليها أن تغادر المدينة لتبحث عن كسرة خبز يابس في معامل مدينة أكادير، وأصرت على أن تتعايش معه، وهو يقسم بأغلظ الأيمان بأن يكون ظلها الذي لا يفارقها، دون أن توجه أي نداء استغاثة لأحد من أجل أن يخلصها منه، ليقينها التام بأنه قدرها المحتوم الذي لن يخلصها منه أحد، وبألا أحد سينصت لآهات كتمتها وخنقتها، دون أن تدري أن زمن الصمت لا بد له من نهاية، وأن جسدها سيصبح بعد حين واهنا منخورا، ولن يطاوعها، مهما حاولت في حمل ثقل همٍّ نَمَا وترعرع وأتى أُكله الخبيث، متمثلا في ورم سرطاني، لم يترك لها أي فرصة للصمت، بعدما جلب لها معه كل المصائب والخطوب، فكسرت جدار هذا الذي اتكأت عليه سنين عددا، وخبأت وراءه أشياءها المأساوية، وانطلقت كبركان كان خامدا، لتخاطبنا جميعا، وتلفت عنايتنا الكريمة إلى أن أختا لنا  طفح بها الكيل ورماها، دون رحمة، على سطح واقع يوسفي جريح، لعل ذرة من إنسانيتنا المفقودة تحرك دواخلنا، وتخرجنا من دائرة أنا نيتنا المفرطة.
نعم، لم يعد لنا أي عذر، ونحن نسمع كلمات لطيفة وصيحاتها الاستجدائية التي تهز الجبال، صارت توسلاتها أمانة في أعناقنا جميعا، واضعة إيانا أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يتحول النداء، إن نحن استجبنا، إلى قلادة من ذهب ترفع هاماتنا عاليا، وتلحقنا بمنزلة الإنسان النبيل الذي لا يرضى أن يتخلى عن أخيه في عز أزمة مرض خبيث اخترق جسدها بعدوانية مكشوفة، وظروف حياة قست عليها وافترستها بضراوة...، وما دون ذلك، سيتحول النداء، إن نحن مررنا عليه مرور اللئام، إلى حبل من مسد سيطوقنا جميعا، ويلقي بنا في مطبات إنسان الغابة الذي "إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث"
نداء لطيفة أمانة في أعناقنا جميعا، فليمد كل منا يد العون لهذه المرأة بما استطاع، ولنستحضر، قولة علي رضي الله عنه: "لا تستح من إعطاء القليل، فإن الحرمان أقل منه". 

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    https://www.profpress.net/