تدريس اللغة العربية في الابتدائي بالمدرسة المغربية

الإدارة يوليو 03, 2018 يونيو 28, 2022
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

تدريس اللغة العربية في   الابتدائي بالمدرسة المغربية

تدريس اللغة العربية في   الابتدائي بالمدرسة المغربية


تقديم المداخلة
لقد اخترنا البحث والاشتغال على موضوع درس اللغة العربية في القسم الابتدائي بالمدرسة المغربية.

مع التركيز على  اهم التحولات التي طرأت على  درس اللغة العربية في المناهج الجديدة لا سيما مناهج الاقسام الابتدائية التي ثم العمل بها  ابتداء من الموسم الدراسي 2015-2016، علما ان قطب اللغات  في المنهاج الجديد  جاء استجابة لمجموعة من التحولات  البيداغوجية و التطورات الديداكتيكية العديدة التي تعرفها المنظومة التعليمية في المغرب  في الآونة الاخيرة ،ومن ابرز ما حملته هذه  التحولات الجديدة  في الاصلاح هو الحاحها وتأكيدها على ضرورة  رد الاعتبار والنظر  لدرس اللغات عامة واللغة العربية خاصة في المنهاج  الجديد المعمول به  في المدرسة المغربية.[1]
ومما وجهنا إلى هذا الاختيار، ودعانا إلى هذا الاهتمام بتعليمية اللغة العربية هو حضور مجموعة من  الاعتبارات التربوية والمعطيات الديدكتيكية ،والسياقات البيداغوجية التي تعد من احد أهم المركبات والمكونات في الإشكال اللغوي واللساني في درس اللغة العربية في المدرسة المغربية في جميع المستويات والأسلاك التعليمية  وان كان هذا الاشكال يعود بقوة الى تعثر المتعلم  في اللغات لا سيما في الأقسام الأولية والابتدائية.
ومن ابرز هذه  المعطيات الديداكتيكية ،والسياقات البيداغوجية  هو الشروع في العمل بالمنهاج الجديد المسمى "المنهاج الجديد الدراسي المنقح " الذي يحمل مشروعا سمي  القراءة من اجل النجاح الذي ثم البدا  العمل به بناء على  ما جاء من نتائج صادمة ومن أرقام مقلقة تخص التقويمات الوطنية والدولية في مهارات وقدرات المتعلم اللغوية ،وهي التقويمات   التي كشفت بالأرقام الملموسة عن التدني الملحوظ ، وعن التراجع والاخفاق  الكبير ،والتعثر الحاد في مكتسبات المتعلم المغربي في محور اللغات عامة واللغة العربية خاصة .
علما أن درس اللغة العربية في القسم الابتدائي بالمدرسة المغربية يحظى بأهمية بالغة وبتوجه خاص وعناية كبيرة، لكون اللغة العربية تحظى في المرحلة الابتدائية بمكانة متميزة وبمواقع بارزة بين المواد الدراسية الأخرى المدرسة في القسم الابتدائي ؛ اضافة ان اللغة  لها أهمية  كبيرة في تحقيق التواصل بين المتعلم ومحيطه..
 وهذا التدني في المكتسبات كان  من احد البواعث والدوافع الذي دعت  إلى اعادة النظر  في برامج و مكونات درس اللغة العربية في القسم الابتدائي خاصة.
*** درس اللغة العربية والسياق التربوي
تعرف المنظومة التعليمية في الآونة الأخيرة بالمغرب تحولات سريعة، و تطورات  عميقة  مست هذه التحولات  بالخصوص  البرامج التعليمية و المناهج الدراسية في مختلف الاسلاك والمستويات .
 ما يعني أن  قطاع التربية و التعليم المدرسي يعرف حركية مستمرة  ودائمة ،وهي حركية تترجمها  التغيرات السريعة والتحولات الطارئة  والاصلاحات المتعاقبة التي  مست  بنيات المجتمع المغربي بسبب التحديات والتأثيرات التي تفرضها العولمة  في التنمية والتقدم.
مما جعل إعادة النظر في  محتويات البرامج التعليمية  عامة و وحدة اللغة العربية  ضرورة  بيداغوجية وتربوية  ملحة  ومقتضى منهجي تفرضه حاجيات العصر ومستلزماته وتحولاته في المعارف والأفكار والنظريات لا سيما ما تعلق بما له صلة  مباشرة  بالبعد البيداغوجي والديداكتيكي لمواد التدريس عامة واللغة العربية خاصة .
فمن السياقات التي كشفت عنها كثير من التقارير الدولية والوطنية وأبانت عنها البحوث التدخلية هو التدني الملحوظ في المكتسبات الدراسية للمتعلمين في محور اكتساب اللغات ،و يعزى هذا الخلل بالدرجة الاولى  إلى عدم ملاءمة المقررات الدراسية والبرامج والطرائق التعليمية الجديدة والمعتمدة مع الحاجيات التربوية والامكانيات الذاتية الأساسية للمتعلمين، مما يعني أن هذا الدرس لا يساير الواقع السيكلوحي والتربوي للمتعلم ، ولا يستجيب للمستجدات الجديدة ولا يستوعب التحولات السريعة  التي يعرفها قطاع التربية والتعليم  ...."[2].
ومن أثار هذه الاعترافات بهذه الاختلالات  والتراجعات في المنظومة التعليمية  هو السعي نحو إعادة النظر في الاعتبارات المؤسسة  للعملية التعليمية في  احد ابرز محاورها ومكوناتها وعناصرها  ، واعني محور برامج تدريس اللغات بصفة عامة. 
إضافة إلى هذا المعطى  فان الساحة التعليمية اليوم  تعرف نقاشا حادا وحوارا واسعا  لكثير من القضايا  التربوية والمسائل التعليمية لا سيما  ما تعلق واتصل بالقضية اللغوية التي تطرح هي الأخرى عددا من الأسئلة  المقلقة وتفرز مجموعة من الإشكالات المركبة و الرؤى العميقة  ،يتداخل فيها  ما هو لساني معرفي بما هو تربوي بيداغوجي ، و  ما هو ثقافي قيمي بما هو مؤسساتي رسمي...
وتوسع النقاش في المسالة اللغوية بجميع أبعادها ومستوياتها يعود أساسا  أن الدرس اللغوي في المؤسسات التعليمية أخذت تعترضه في الآونة الأخيرة مجموعة من الاكراهات ،و تحف به عدد من الصعوبات في تنزيله وتطبيقه واجراته عبر الممارسات الصفية، مما يعني ضرورة ولزوما التوجه نحو الاستفادة والانفتاح على أهم الأبحاث اللغوية والمقاربات اللسانية المعاصرة التي اشتغلت على تعليم وتدريس اللغات في المؤسسات التعليمية .
وبالتالي  نقول فمن ابرز هذه السياقات الجديدة التي تعرفها الساحة التعليمية هو رسم المنهاج الجديد وتوصيفه لهندسة لغوية جديدة بمواصفات حديثة تخص محور تعليم وتعلم اللغات ،تختلف هذه الهندسة وتتقاطع كليا عن الهندسة اللغوية المعمول بها في البرامج التعليمية السابقة.
بحيث ان مجال اللغات في المنهاج    هو  اعترافه المبدئي  والصريح بالتعدد اللغوي من خلال ترسيمه  لقطب اللغات وتفريعه  لهذا القطب الى ثلاث لغات اساسية في بناء التعلمات في القسم الابتدائي  وهو ما ينكشف لنا من هذه الخطاطة  التوضيحية.

مجال اللغات في المنهاج الجديد
اللغة العربية 10:س    
اللغة الأمازيغية: 3س    
اللغة الفرنسية  : 2س   
 مما جعل سؤال المشروعية البيداغوجية  للتعدد اللغوي الذي اقر حضوره   البرنامج الجديد  المعمول به  في القسم الابتدائي والمسمى بالمنقح  يأخذ موقعه الواسع في النقاش  اللغوي الدائر اليوم  بين المتدخلين في الشأن البيداغوجي والتعليمي ، وهو نقاش اتسم  بالحدة أحيانا وبالرفض احيانا اخر،لما يطرحه  هذا الإشكال من علامات استفهام واسعة وكبيرة  حول   أبعاد ومشروعية هذا الاعتراف الصريح والعلني للمنهاج الجديد  بالتعدد اللغوي وهندسته  لهذا التعدد في التعليم الابتدائي  ابتداء من السنوات الأربعة الأولى  من هذا التعليم.
فبالمقابل تباينت المواقف، واختلفت الرؤى الفلسفية وتعارضت الاختيارات اللسانية و التوجهات البيداغوجية في مقاربة هذا التعدد اللغوي، إلى درجة  يمكن القول إن المواقف  من  هذا التعدد  اللغوي وصلت  إلى درجة  الاختلاف و التباين  والتقاطع في المواقف والاختيارات في  مقاربة هذا الإشكال...
تدريس اللغة العربية السياق والمسار
إن من ابرز المؤشرات الديداكتيكية و الخيارات التربوية  لدرس اللغة العربية كما جاء تحديده وتوصيفه في الوثائق الرسمية الجديدة،كون هذا الدرس  يعرف مجموعة من الخصوصيات ،و يمر بعدد من التحولات من حيث الحصيص الزمني المخصص لوحداته ،و الطرائق المتعلقة  والمتبعة في تعليمه و  تدبير مجالاته .
أو تعلق الأمر بالعنصر البشري المتدخل في تدبيره  لما لهذه العناصر من تأثير مباشر وفعلي  على  الأهداف والكفايات التي يسعى هذا الدرس لتحقيقها ونقلها  إلى المتعلم، والمحددة في جعل المتعلم قادرا ومتمكنا من  الكتابة والتعبير والتواصل  السليم باللغة العربية.
لكن السياق الذي سطرت فيه هذه الكفاية  يمر بسياق خاص وبصعوبات معينة    مؤشراتها وعلاماتها حضور مجموعة من الاختلالات الحاضرة في جميع أطراف العملية التعليمية.
ابرزها  التراجع الحاد في  المستوى المعرفي للمتعلم  في الممارسات اللغوية عند المتعلم لا سيما  ما له صلة بالأنشطة في [3]الممارسات الصفية التي ترجع إلى  أنشطة اللغة العربية والمحددة في التعبير الشفهي والكتابي والقراءة .
و هذا التراجع في المستوى  ،مس متعلمو الأقسام الابتدائية الذين يجدون صعوبات شديدة وتعترضهم مشاكل  كثيرة  وعديدة  في مسايرتهم ومتابعتهم  لدرس العربية  بجميع أنشطته و مجالاته ووحداته، مما اثر سلبا على مهارات وقدرات وإمكانيات تحصيل  المتعلم المغربي للغة العربية ،وهي الصعوبات التي  تظهر في منجزه الكتابي والشفهي ،بل تحضر بشكل لافت للانتباه فيما المنجز الصفي  للمتعلم ...
بحيث اخذ يظهر للمتابع و ينكشف للمعاين الاستعمال السيئ للغة العربية في الاستعمال اليومي للمتعلم ،  مما  افقدها مكانها وجماليتها بل غيب روحها التي كانت تتمتع بها بين الأجيال السابقة.
  علما أن جزءا  كبيرا من هذه الاكراهات  والصعوبات التي يعرفها  درس اللغة العربية ،تتصل بالجانب التطبيقي و الإجرائي المتصل  بالأنشطة اللغوية التي يتلقاها المتعلم ويتفاعل معها مباشرة في الفصل الدراسي .
وحضور التعثر الحاد في مكتسبات المتعلم اللغوية،شكل هاجسا مشتركا بين جميع  المشتغلين ،والباحثين و المتابعين  للشأن التربوي والتعليمي في الآونة الأخيرة.
بحيث بلغت حدة هذا التعثرات في التعلمات الأساس في قسم  المنعوت  بقطب اللغات ،  أن   أصبحنا نعايش متعلما بدون لغة ،لا يجيد لا الكتابة، ولا القراءة  ،ولا يقدر على  التواصل الشفهي وغير  متمكن من   التعبير الكتابي باللغة العربية ويتعذر عليه التواصل الشفهي في محيطه المدرسي. ...
وهذا المعطى هو الدافع الذين جعل فئة عريضة من الباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن التربوي والتعليمي تفتح  نقاشا حادا، وتباشر حوارا مستفيضا ،وواسعا حول مستقبل وأفاق المدرسة المغربية في محور تعلم و تعليم اللغة العربية بصفة  عامة  ...
واغلب المنطلقات المشخصة لهذه التعثرات أخذت اختيارها  و منطلقها  من هذه المرجعية  التي  كشفت  عنها كثير من الأبحاث التدخلية  والميدانية و مفاد هذه المرجعية  ومضمونها أن المتعلم  المغربي  يعيش تدنيا كبير  ،و تراجعا ملحوظا في المكتسبات اللغوية بحيث لا يجيد هذا المتعلم لا الكتابة ولا لقراءة ، ولا يحسن  التواصل باللغة العربية .[4]
فلقد أكدت كثير من البحوث  التربوية التي أجريت مؤخرا على  عينة كبيرة من متعلمي الأقسام الأولية والابتدائية على ما يعانيه المتعلم من  صعوبات حادة   ما جعل مستواهم متدنيا في اللغة العربية..[5]
وهو ما يعني بالملموس أن تدريس اللغات بما في ذلك اللغة العربية  في المدرسة المغربية يعرف حدة تحديات ،و يمر بعدة صعوبات، و يعيش عدة  اكراهات و تعصف به عدة اختلالات أثرت على أهدافه و قيدت  من امتداد  كفاياته في التواصل والتعبير.
 واغلب  المشاكل التي  صاحبت  تنزيل درس اللغة العربية  منها   ما يحمل مرجعا  ذاتيا يخص المتعلم  من حيث الإمكانيات والمؤهلات ،ومنها ما يحمل مرجعا موضوعيا له علاقة مباشرة  بالمعلم  باعتباره  العنصر البشري المتدخل والمباشر لهذه العملية، ومنها ما  له علاقة بصفة أساسية بالسياسة التعليمية  المتبعة في تخطيط  و تدبير  اللغات .....
بالمقابل  فقد ازدادت  الحاجة  إلى هذه العلوم التي تشتغل  على البعد التعليمي  والديداكتيكي للغة العربية خاصة  مع اتساع وتنامي  الدراسات اللسانية المقارنة والبحوث اللغوية التربوية التي تفرع عنها علم  جيد ينعت بعلم اللغة التطبيقي ...[6]
واتساع الاشتغال باللسانيات التعليمية أو التدريسية بشكل كبير  في الفترة المعاصرة مؤشر كاشف عن  مدى  التطور  التي أخذت تعرفه المسالة اللغوية  في علاقتها وارتباطها بالمنظومة التعليمية تعليما وتعلما، وان كان الجزء الأكبر من  هذه الأسئلة المودعة في هذا العلم  جاءت لتقديم  أجوبة جامعة على مختلف الأسئلة القلقة،و على علامات الاستفهام  المثيرة التي يرتبط اغلبها بمشاكل تدريس اللغات في بعدها  الديداكتيكي، او التعليمي   والبيداغوجي  ..—[7].
اللغة والتعلمات
لا نختلف إذا قلنا  إن  اللغة هي أداة  الفاعلة في  التربية والتنشئة الاجتماعية ، فهي بمقدورها على العمل على دمج الفرد في المجتمع ،وعلى غرس القيم الايجابية في نفوس الناشئة لإعدادها للحياة ...[8].
وبالتالي فإن  تدريس وتعليم اللغات يكتسي أهمية كبيرة ، وبالغة على جميع المستويات، والأصعدة لان اللغة هي الأداة الصانعة والمركبة  للمعالم النفسية لشخصية الطفل والمتعلم على حد سواء ،خاصة في المراحل العمرية الأولى....
اذ دلت البحوث  في الدراسات في الدراسات النفسية والسيكلوجية المنجزة والمعدة مؤخرا عن مدى اهمية اللغة في الاقسام الاولية في التعليم من حيث بناء المعالم النفسية والعقلية والوجدانية لشخصية الطفل والمتعلم على حد سواء. .[9].
مما جعل الارتباط حاضرا وقائما بشكل كبير بين اللغة والتعليم  ،وبموجب ارتباط اللغة بقطاع التربية  والتعليم   فقد  اشتغلت كثير من العلوم  والمعارف على اللغة مما أهل اللغة لان تكون موضوعا للمقاربات المتعددة منها خاصة اللسانيات التعليمية  أو البيداغوجية التي تهتم بوظائف اللغة الأساسية و البحث على إمكانيات استثمارها وتقريبها لحقل  التربية والتعليم ،من خلال البحث عن أشكال وطرق جديدة في تعليمها وتعلمها .
ومن ابرز المجالات التي لقيت الاهتمام البالغ وحظيت باهتمام اللسانين التطبيقيين هو مجال تعلم اللغة وتعليمها مع التركيز والعناية بشكل خاص على مجالات   القراءة و التواصل والمحادثة والتعبير.. .
ومما لا نشك فيه أن اللسانيات التعليمية  من العلوم المرشحة والقادرة  على  الإجابة على معظم  الإشكالات و مختلف القضايا  التي لها صلة مباشرة باكراهات  تعلم اللغة العربية .
ما يعني انه ليس من المقبول   أن يتم  التغاضي  أو التنكر لهذا العلم  الجديد خاصة انه قدم عددا  من البحوث والدراسات  والمساهمات  تتعلق بطرائق تعليم اللغة العربية ، اضافة الى الصعوبات التي تعترض هذا الدرس من حيث  نقله للمعرفة العالمة إلى المعرفة القابلة للتعلم...[10]
 ومن ثم فقد ازدادت الحاجة إلى علم اللغة التطبيقي-اللسانيات التطبيقية ى-البيداغوجية- في الآونة الأخيرة ، لتعلق هذا العلم بمشاكل تدريس اللغات وثم إدراج هذا التخصص  ضمن مواد التكوين الأساسية في مدارس تكوين وتأهيل معلمي وأساتذة  مواد اللغة العربية في كثير من الدول  العربية ،بحكم علاقة هذا العلم وارتباطه  بكل ما هو تعليمي تربوي[11]..
-اكراهات  تدبير درس  اللغة العربية
إن من ابرز  تجليات الكاشفة لاكراهات وصعوبات درس اللغة العربية في المدرسة المغربية هو ما يعيشه المتعلم المغربي اليوم من  التدني الكبير ومن القصور الشديد   في  مكتسباته من  اللغة  العربية  و في عدم إجادته لأنشطتها كتابة ونطقا  وقراءة .
وهذه الاكراهات والصعوبات كشفت عنها كثير من التقارير الوطنية والدولية ،وأبانت عنها البحوث التدخلية والمقاربات الميدانية التي اشتركت في هذه النتيجة وهي أننا نعيش بجانب متعلم بدون لغة تغيب عنه المهارات التي يحتاجها في الممارسات اللغوية  لاسيما في الأنشطة الصفية بحيث بلغت حدة هذا التعثرات في التعلمات الأساس في قسمها المسمى بقطب اللغات ،  أن   أصبحنا   نعايش  متعلما بدون لغة ،لا يجيد لا الكتابة، ولا القراءة  ،ولا يقدر على  التواصل الشفهي ولا يتمكن من التعبير الكتابي باللغة العربية ويتعذر عليه إنتاج النصوص....[12]
ما يعني صراحة أن السياق المحيط بدرس اللغة العربية جعل هذا الدرس  يعيش   ويمر بعدد من الاكراهات ،بل إن الجزء الأكبر من هذه الاكراهات  والصعوبات التي يعرفها  درس اللغة العربية له علاقة بالجانب التطبيقي والإجرائي من حيث إن المعارف اللغوية التي يتلقاها المتعلم في هذا الدرس  لم تخضع  بدورها للتحيين والنقل  التعليمي  والديداكتيكي حتى تتناسب هذه المعرفة مع إمكانيات و مستويات المتعلم...
فعدم خضوع درس اللغة العربية للنقل الديداكتيكي ، اعني نقل هذا الدرس من المعرفة العالمة الأكاديمية إلى المعرفة القابلة للتعلم ،و هي المعرفة المناسبة لقدرات ومؤهلات وإمكانيات المتعلم جعل متعلمو اللغة العربية تصادفهم عراقيل عديدة ،و يجدون صعوبات كثيرة  في تحكمهم وتمكنهم من الكفاية  التواصلية في اللغة العربية.
أما في ما  يتصل بنظام القواعد اللغوية ،فمازال نظام  قواعد اللغة العربية يعرف جمودا في تنزيله وصعوبات  إجرائية في تطبيقه وفي استثماره وهو الإشكال الذي صعب من قدرات  المتعلم في ممارسة التعبير بقسميه الشفهي والكتابي ،إذ ظل هذا الدرس منذ عدة قرون أسير الطابع السردي ، بحيث لم يتحقق فيه  بعد عملية النقل  الديداكتيكي أي تفعيل عملية النقل و الانتقال من المعرفة العالمة إلى  المعرفة القابلة للتعلم [13].
فالجزء الأكبر من هذه الاكراهات تعود إلى قواعد اللغة العربية والطرائق المتبعة في تدريسها وتعليمها،فالمتعلم لا يستفيد من هذه القواعد ليصحح بها أخطاءه ، أو ليقوم  بها سقطاته ولا يعمد إلى استثمارها  أو إلى الاستفادة منها في ممارساته للأنشطة  الكتابية والشفهية...[14].
وهذا ما يفسر لنا أن من تبعات وتجليات هذه الاكراهات والصعوبات  هو  حضور التدني  الكبير الذي يعيشه المتعلم في اكتسابه للغة العربية .
ما يعني ويتأكد جليا أن جزءا من هذه  الاكراهات   يعود  إلى غياب  النقل  الديداكتيكي بالانتقال من النحو العلمي إلى النحو التعليمي أي من العلم إلى التعلم،ما يجعل المتعلم  -كما سبق الذكر- يعيش صعوبات مركبة  مؤثرة  وفاعلة على مكتسابته في اللغة العربية.[15]
و هذه الصعوبات و التعثرات الحادة في المكتسبات اللغوية ،   شكلت قلقا و هاجسا مشتركا ومتزايدا بين جميع  المشتغلين ،والباحثين و المتابعين  والمتدخلين  في الشأن التربوي والتعليمي في الآونة الأخيرة.

-درس اللغة العربية في مشاريع الإصلاح
انطلقا من هذا التوجه وهو أن اللغة  العربية شكلت احد  شواغل الحقول المعرفية المختلفة، واحتلت في المنظومة الفكرية الحديثة موقعا متميزا ومكانا  خاصا، وظلت محورا للمقاربات المتعددة التي منها المقاربة اللسانية والدليداكتيكية......
فمن ثم   فان تدريس اللغات بما في ذلك اللغة العربية  يكتسي أهمية تربوية خاصة   وبالغة في جميع المستويات والأصعدة، لان اللغة  تحمل فضلا كبيرا على الإنسان ،فهي الأداة الصانعة والوسيلة المركبة  للمعالم النفسية لشخصية الطفل والمتعلم على حد سواء ،خاصة في المراحل العمرية الأولى لهذا المتعلم ...
وانصبت هذه العناية على  مجال التدريس والديداكتيك، وهذه العناية ازدادت بحكم السياق  الذي تمر منه العملية التعليمية في الآونة الخيرة...
وهو المؤشر الذي يعني أن سياق درس اللغة العربية في المدرسة المغربية يعرف تحولات كبيرة و نقلة عميقة بفضل مشاريع الإصلاح التي أعادت الاعتبار لجزء كبير و أساسي من مكونات هذا الدرس.
بحيث وقع الاعتراف الصريح في هذه المشاريع بان اللغة هي أداة فاعلة في  التربية وصانعة للتنشئة الاجتماعية ، فهي بإمكانها أن تساهم على دمج الفرد في المجتمع ،وعلى غرس القيم الايجابية  والنبيلة في نفوس الناشئة لإعدادها للحياة ...[16].
ومن ابرز ما راهنت عليه برامج الإصلاح التي تعاقبت على المنظومة التعليمية  هو دعوتها إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في النظام التربوي الجديد ،وجعل درس اللغة العربية يحتل موقعا خاصا و مكانة متميزة في المنهاج التعليمي بدءا من التعليم الأولي والابتدائي  من حيث الرفع من الحصيص الزمني المخصص لبرنامج اللغة العربية   ،ومنحه المزيد من العناية بين المواد التعليمية المدرجة والمعتمدة في المنهاج الجديد .
 و قد مس هذا الإصلاح بشكل مباشر المكونات و المجالات والوحدات المركبة للمنهاج التعليمي، كما مس الأهداف والكفايات المسطرة فيه. [17].
وبالتالي نقول إن جميع مشاريع  الإصلاحات التربوية التي تعاقبت على المنظومة التعليمية في المغرب بدءا من الميثاق الوطني للتربية والتكوين وانتهاء بالرؤية الاستراتيجية الجديدة لإصلاح منظومة التربية والتعليم  سعت  جميعا  وبإلحاح شديد إلى  تعزيز مكانة اللغة العربية وتقوية استعمالها  في  المنهاج  التعليمي ،وكان  السند في هذا الاختيار والمرجع في هذا التوجه هو أن اللغة العربية تعد  من احد ابرز مكونات النسيج الحضاري والثقافي ،واحد أهم مرتكزات الهوية الوطنية والدينية  للمغرب من خلال جعلها لغة رسمية ومستمرة وحاضرة للأجيال القادمة.
مثلا فقد تناول الميثاق الوطني للتربية والتكوين  في المجال الثالث  في موضوع تعليم اللغة العربية ضمن الدعامة التاسعة تحت عنوان تعزيز تعليم اللغة العربية اذ نصت هذه المادة  "يتم تجديد  تعليم اللغة العربية وتقوية استعمالها  مع جعلها لغة إلزامية  لكل الأطفال المغاربة في كل المؤسسات التربوية العاملة بالمغرب....:[18]
وحتى تحقق  هذه الأهداف و يتم الوصول الى الغايات كان لا بد من العمل على  الوصول الى:
-جعل المتعلم في جميع مستويات التعليم الأولي والابتدائي قادرا على التواصل باللغة العربية ،ومتمكنا من الكتابة بها.
-جعل المنهاج التعليمي في محور اللغات متماشيا ومسايرا مع حاجيات وإمكانيات المتعلمين ،مما يلزم عنه  تنمية  الكفاية التواصلية  للمتعلم في اللغات عامة واللغة العربية خاصة.
- تعزيز تعلم اللغة العربية وتحسين تدريسيتها والرفع من أدائها وتأهيل مدرسيها ، باعتبار اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد. وعلى هذا الأساس  والاعتبار يكون تعليم اللغة العربية إلزاميا لكل الأطفال المغاربة ،وفي كل المؤسسات التربوية ابتداء من التعليم الأولي .....[19].
- الانفتاح  على اللغة الامازيغية من حيث هي لغة ثانية ،وهذا التفتح  يكون عن طريق الاستئناس بهذه اللغة في الأقسام الابتدائية ---
-  العمل على التحكم في اللغات الأجنبية ، ويدرج تعليم اللغة الأجنبية الأولى " اللغة الفرنسية" ابتداء من السنة الثانية من التعليم الابتدائي مع التركيز خلال هذه السنة على الاستئناس بالسمع والنطق ، كما يدرج تعليم اللغة الأجنبية الثانية ( الانجليزية) ابتداء من السنة الخامسة بالمدرسة الابتدائية مع التركيز خلال هذه السنة على السمع والنطق....[20] .
-الاعتماد على القواعد المضمرة في تعليم اللغة العربية بدل القواعد المصرح بها بالتركيز على الأنشطة الشفوية في السنوات الثلاث الأولى، بحيث لا يتم الانتقال إلى التصريح بالقواعد إلا بعد أن يتمكن المتعلم من الاستعمالات اللغوية بعد السنة الثالثة..
***درس اللغة العربية في المنهاج الجديد
إن اكبر منعطف عرفه الإصلاح المغربي في التربية والتعليم هو الشروع في   تنزيل  الرؤية الاستراتيجية الجديدة لإصلاح منظومة التربية والتعليم.وقد تجسد العمل  بهذا الإصلاح في المحور الأساسي المسمى والمنعوت بالتدابير ذات الأولوية .
وهذا  الإصلاح وضع من رهاناته الأساسية، ومن أولوياتها المستعجلة ومن أهدافه العاجلة إعادة النظر في المناهج والبرامج  التعليمية المتبعة في التدريس عامة ،وتدريس اللغة العربية خاصة  في الأقسام الأولية والابتدائية......
هذه المراجعة الجذرية للمناهج التعليمية جاءت مؤسسة على النتائج المحمولة والمتوصل إليها في مختلف التقويمات الدولية والوطنية  التي كشفت عن التدني الكبير وعن التراجع الخطير في  مستوى المتعلم المغربي  في المكتسبات الدراسية ، وهو ما يعزى إلى عدة عوامل بيداغوجية  واخرى ديداكتيكية محددة في عدم ملائمة المقررات الدراسية والطرائق التربوية المعتمدة مع الحاجيات التربوية الأساسية للمتعلمين.[21].
ومن التدابير الأولوية التي تم الشروع في تنزيلها بشكل مستعجل مشروع  تحسين المنهاج الدراسي الذي مس بالأخص منهاج اللغة العربية من خلال العمل على  الزيادة في الحصيص الزمني المخصص لوحدة  اللغة العربية ، والرفع من الكفاءة المهنية لمدرسيها و البدا في العمل بمشروع القرائية أي  القراءة من اجل النجاح  بدءا من السنوات الأولى من التعليم الابتدائي قصد  تنمية الرصيد اللغوي للمتعلم  والرفع من الممارسات  اللغوية لهذا المتعلم.
وهذه الأهداف المتجه  إليها في  الإصلاح سعت إلى الرفع من أداء اللغة العربية  وهو ما جاء منصوص  عليها في إحدى الدعامات  على  أن "من اجل النهوض   بالبحوث في تحقيق الاندماج ،فان الرؤية الإستراتيجية تجعل من اللغة العربية رافعة قائمة بذاتها مع استحضار ارتباطها العضوي بالنموذج البيداغوجي المعمول به....[22].
كما سعى المنهاج الجديد إلى التخفيف من البرامج الدراسية وتعزيز الانسجام والتكامل بين وحدات وفقرات المواد التعليمية باعتماد منطق المادة الدراسية إلى منطق المنهاج الدراسي واختيار هذا التقسيم الثلاثي للمنهاج بتقسيم هذا المنهاج إلى     ثلاثة أقطاب  معرفية وهي :
-1-مجال اللغات-2- مجال الرياضيات والعلوم -3-مجال التنشئة الاجتماعية والتفتح-
ومن  ابرز ما عرفه المنهاج الجديد  في قطب اللغات هو  احداث وحدة جديدة في مكون القراءة ،نعتت  هذه الوحدة بمشروع القراءة من اجل النجاح ،وهذا المشروع  في اصله  برنامج تجريبي لهدف تحسين القراءة في المستويات الأولى من التعليم الابتدائي،
ويهدف هذا البرنامج الى الرفع من قدرة المتعلم في اللغة العربية حتى يتمكن من الطلاقة اللغوية والتعبير السليم  .
وقد أتى البرنامج لمعالجة أسباب تراجع مستوى القراءة عند المتعلمين والمتعلمات ،وفق ما أبرزته التقويمات الوطنية والدولية في الموضوع ، وما توصلت إليه الدراسات والأبحاث التي أنجزت بإشراف مديرية المناهج للوقوف على مكامن الضعف والخلل  في تعليم القراءة وتعلمها بالمدرسة المغربية.[23]
 وهو برنامج  تشرف عليه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني - مديرية المناهج، ضمن التدابير ذات الأولوية لتنفيذ مقتضيات الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015/2030.ويعتبر هذا المشروع الجديد المتعلق بالقراءة  بمثابة الركيزة الثانية للتدبير الأول المتعلق "بتحسين منهاج السنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي الذي انطلق  العمل به في بداية هذه  السنة الدراسية مع عينة من المؤسسات النموذجية.

التوصيف البيداغوجي و  ديداكتيكية    درس اللغة العربية بالقسم الابتدائي
للرفع من أداء اللغة العربية تم استحضار مجموعة من الاعتبارات والمبادئ العامة المؤطرة لديدكتيك  ومنهجية وحدة اللغة العربية التي فرضتها خصوصيات متعلم هذه المرحلة وطبيعة المادة ومكوناتها، رغبة في تمكين المتعلم من الكفايات والقدرات اللغوية المناسبة لهذه المرحلة، وذلك وفق ما يلي :
- الوحدات  بحيث يتجزأ برنامج كل سنة من السنوات الست إلى ثماني وحدات. ويستغرق تنفيذ الواحدة منها ثلاثة أسابيع؛ يخصص الأسبوعان الأول والثاني لتقديم الدروس الجديدة، والأسبوع الثالث للتقويم والدعم. وبعد تنفيذ وحدتين اثنتين، يأتي أسبوع التقويم والدعم الذي يستفيد من أنشطته جميع المتعلمات والمتعلمين، ثم أسبوع آخر للدعم الخاص يستفيد من أنشطته اللغوية المتعلمون المتعثرون خاصة.
 أما المتمكنون فيباشرون في هذا الأسبوع أنشطة أخرى تقوى بها مكتسباتهم. وبذلك يتم توفير الفرص الكافية لتطبيق بيداغوجيا التمكن لجميع المتعلمين.
-التكامل" الداخلي بين مكونات مادة اللغة العربية، ويأخذ هذا التكامل مستويين أساسيين هما: مستوى البناء الهيكلي لحصص مختلف مكونات المادة عبر الأسابيع الثلاثة للوحدة، ومستوى المجال الذي تتمحور حوله مختلف دروس الوحدة؛
- اعتماد " 30دقيقة" للحصة اللغوية في السنتين الأولى والثانية باعتبارها الأنسب بالنسبة لصغار المتعلمات والمتعلمين الذين لا يستطيعون التركيز لمدة طويلة. وفي السنوات الأربع للسلك المتوسط، تم اعتماد المبدأ نفسه بالنسبة لحصص القراءة؛
من جهة اخرى حرص المنهاج التعليمي  الجديد على تأهيل اللغة العربية في التعليم بجميع أنواعه وشعبه وأسلاكه ومسالكه، لتصبح اللغة العربية تدريجيا لغة التدريس، ولغة البحث العلمي والتكنلوجي ،واحد رهانات و رافعات التنمية  في المستقبل.
تبعا لهذا الاعتبار التربوي ، وأخذا بهذا البعد البيداغوجي   ،فقد عملت مشاريع الإصلاح على إعطاء درس اللغة العربية ما يستحق من العناية و على منحه المزيد من الاهتمام والرعاية من خلال :
-تجديد تعليم اللغة العربية بالاستفادة من الطرائق والمناهج المعتمدة والجديدة  في  التدريس والتعليم.
-استثمار المقاربات اللسانية والبيداغوجية الجديدة في تعليم اللغة العربية مع الانفتاح على البرامج الجديدة في تعليم اللغات  .
-اعتماد  الكتاب المدرسي المتعدد بدل الكتاب المدرسي الواحد مع ايلائه  ما يستحق من أهمية وعناية على المستوى التربوي والبيداغوجي والديداكتيكي.
-استثمار التكنولوجيات والرقميات والوسائط  الجديدة في تدريس اللغة العربية وتعليمها في جميع الأسلاك التعليمية.
-الاعتماد على الوحدات والمجالات في عملية التدريس بحيث ثم توزيع برامج اللغة العربية إلى وحدات ومجلات لصيقة ببيئة المتعلم وبالمجال الذي يعيش فيه. 
-إدراج اللسانيات التعليمية والبيداغوجية في عدة التكوين الخاصة بتأهيل أساتذة التعليم الابتدائي.
-الاستعانة  بالدراسات الحديثة في مجال تعليمية اللغات والانفتاح على الحقول المعرفية التي تشتغل على موضوع تعليميةالغات.
-الاعتماد على المقاربة التواصلية في تعليم اللغات قصد جعل المتعلم قادرا على التواصل بهذه اللغة،مع إكسابه ومنحه  القدرة التواصلية التي يحتاج إليها تبعا للسياق التعليمي الذي يتواجد فيه   .
-الاعتماد على وضعيات تعليمية مساعدة على التعلم الذاتي، ومحفزة على بناء  المعرفة  اعتمادا على  قدرات وخبرات المتعلم.
- مبادئ عامة في  ديداكتيكية   درس اللغة العربية بالقسم الابتدائي
تم استحضار مجموعة من الاعتبارات والمبادئ العامة المؤطرة لديدكتيك وحدة اللغة العربية التي فرضتها خصوصيات المتعلم هذه المرحلة نظرا لطبيعة المادة ومكوناتها، رغبة في تمكين المتعلم من الكفايات والقدرات اللغوية المناسبة لهذه المرحلة، وذلك وفق ما يلي :
- الوحدات : بحيث يتجزأ برنامج كل سنة من السنوات الست إلى ثماني وحدات. ويستغرق تنفيذ الواحدة منها ثلاثة أسابيع؛ يخصص الأسبوعان الأول والثاني لتقديم الدروس الجديدة، والأسبوع الثالث للتقويم والدعم. وبعد تنفيذ وحدتين اثنتين، يأتي أسبوع التقويم والدعم الذي يستفيد من أنشطته جميع المتعلمات والمتعلمين، ثم أسبوع آخر للدعم الخاص يستفيد من أنشطته اللغوية من ظلوا في حاجة إلى ذلك. أما المتمكنون فيباشرون في هذا الأسبوع أنشطة أخرى تقوي مكتسباتهم. وبذلك يتم توفير الفرص الكافية لتطبيق بيداغوجيا التمكن؛
-التكامل" الداخلي بين مكونات مادة اللغة العربية: ويأخذ هذا التكامل مستويين أساسيين هما: مستوى البناء الهيكلي لحصص مختلف مكونات المادة عبر الأسابيع الثلاثة للوحدة، ومستوى المجال الذي تتمحور حوله مختلف دروس الوحدة؛
اعتماد " 30دقيقة" للحصة اللغوية في السنتين الأولى والثانية باعتبارها الأنسب بالنسبة لصغار المتعلمات والمتعلمين الذين لا يستطيعون التركيز لمدة طويلة. وفي السنوات الأربع للسلك المتوسط، تم اعتماد المبدأ نفسه بالنسبة لحصص القراءة؛
من جهة اخرى حرص المنهاج التعليمي على تأهيل اللغة العربية في التعليم بجميع أنواعه وشعبه وأسلاكه ومسالكه، لتصبح اللغة العربية تدريجيا لغة التدريس، ولغة البحث العلمي والتكنلوجي ،واحد رهانات و رافعات التنمية  .
تبعا لهذا الاعتبار التربوي ، وهذا البعد البيداغوجي   ،فقد عملت مشاريع الإصلاح على إعطاء درس اللغة العربية ما يستحق من العناية و على منحه المزيد من الاهتمام والرعاية من خلال :
-تجديد تعليم اللغة العربية بالاستفادة من الطرائق والمناهج المعتمدة والجديدة  في  التدريس والتعليم.
-استثمار المقاربات اللسانية والبيداغوجية الجديدة في تعليم اللغة العربية مع الانفتاح على البرامج الجديدة في تعليم اللغات  .
-اعتماد  الكتاب المدرسي المتعدد بدل الكتاب المدرسي الواحد مع ايلائه  ما يستحق من أهمية وعناية على المستوى التربوي والبيداغوجي والديداكتيكي.
-استثمار التكنولوجيات والرقميات والوسائط  الجديدة في تدريس اللغة العربية وتعليمها في جميع الأسلاك التعليمية.
-الاعتماد على الوحدات والمجالات في عملية التدريس بحيث ثم توزيع برامج اللغة العربية إلى وحدات ومجلات لصيقة ببيئة المتعلم وبالمجال الذي يعيش فيه. 
-إدراج اللسانيات التعليمية والبيداغوجية في عدة التكوين الخاصة بتأهيل أساتذة التعليم الابتدائي.
استثمار الدراسات الحديثة في مجال تعليمية اللغات والانفتاح على الحقول المعرفية التي تشتغل على موضوع تعليميةالغات.
-الاعتماد على المقاربة التواصلية في تعليم اللغات قصد جعل المتعلم قادرا على التواصل بهذه اللغة،مع إكسابه ومنحه  القدرة التواصلية التي يحتاج إليها تبعا للسياق التعليمي الذي يتواجد فيه   .
-الاعتماد على وضعيات تعليمية مساعدة على التعلم الذاتي، ومحفزة على بناء  المعرفة  اعتمادا على  قدرات وخبرات المتعلم.
-منح المتعلم القدرة على التعلم الذاتي من خلال استثمار قدراته الذاتية في حل الوضعيات  التعليمية أو في اكتساب المعارف ذات الصلة بالأنشطة اللغوية.
- تقوية وتجويد هذا الدرس من خلال الانفتاح على أهم المقاربات الجديدة لسانية كانت أم  ديداكتيكية  في تعليم اللغات.
-اعتماد المقاربة التواصلية في تعليم اللغة العربية والأخذ بمبدأ الاستضمار طريقا وسبيلا في تمرير القواعد  اللغوية في درس اللغة العربية للمتعلمين.
- إعادة النظر في برامج إعداد وتأهيل وتكوين   العنصر البشري الذي يتولى التدريس والتعليم بجعل التأهيل يتصدر الأولوية في إصلاح منظومة التربية والتعليم.

-خاتمة
 رغم هذه الجهود  المبذولة في درس اللغة العربية في القسم الابتدائي بالمدرسة المغربية ، فمازال هذا الدرس يمر بعدد من المشاكل الديداكتيكية، و يعيش مجموعة من الاكراهات التربوية على مستوى التنزيل والتطبيق مما جعل هذا الدرس يحمل تأثيرات متعددة على اطراف العملية التعليمية خاصة  المعلم والمتعلم على حد سواء.
مما يلزم  عنه  اعادة النظر في ما تحمله  هذه المناهج الجديدة  من محتويات ومعارف تربوية  ،و ما تضمنه من مضامين   ،ومن اهداف وكفايات  بيداغوجية.
  فقد اد ت  مشاريع الاصلاح الجديدة  الاخيرة الى تغييرات عميقة  في هذا الدرس       خاصة في المنهاج التعليمي الجديد  المعمول به في القسم  الابتدائي. مما   يلزم عنه الوقوف عند حدود هذا التأثير  والتحول الذي حدث ،ما يعني ان  استحضاره والوقوف عنده ضرورة  تربوية ملحة وعاجلة  للمتدخلين والمشتغلين بالشأن التربوي ،لاسيما ما تعلق بمنهاج اللغة العربية خاصة.... 
- لائحة  المراجع المعتمدة.
 -اكراهات تدريس اللغة العربية  في المدرسة المغربية  محاورة مع الدكتور الغالي احرشاو. المحاورة منشورة في  موقع الأستاذ.
-اكتساب اللغة العربية والتعلم اللغوي المتعد  للدكتور الفاسي الفهري مجلة ابحاث لسانية المجلد:4العدد:1/2.دجنبر:1999منشورات معهد الدراسات والابحاث والتعريب الرباط المغرب.
-- تعليم وتعلم اللغة العربية وثقافتها لمصطفى بوشوك :56ط:-2-دار الهلال السنة:1994.
-التعدد اللغوي وانعكاساته على النسيج الاجتماعي لمحمد الاورغاي  - منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية  الرباط رقم السلسلة:36. السنة:2011.
- ديداكتيك اللغة العربية من المعرفة العالمة الى المعرفة المدرسية قراءة في اعمال الدكتور علي ايت اوشانابريل 2017.ندوة دولية بمشاركة الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس مكناس، وشبكة القراءة، ومقاطعة المرينيين.
- حافظة التدابير ذات الأولوية المحور-1-التمكن من  التعلمات الأساسية يراجع مذكرة  الإطار في تزيل الرؤية الاستراتيجية.
- اللسانيات وتعليم اللغة  لمحمود احمد دار المعارف1998.
- لسانيات والبيداغوجيا نموذج النحو الوظيفي  :الأسس المعرفية والديداكتيكية      لعلي آيت أوشان   دار الثقافة 1998.
- اللغة والبيئة لعبد القادر الفاسي الفهري  كتاب من منشورات الزمن2003 
-المسالة اللغوية في المغرب  والعالم العربي:5.مجلة عالم التربية عدد خاص.
-واقع اللغة العربية لا حمد اوزي  مقدمة  مجلة علوم التربية العدد:53  السنة:2012.



[1] -  لقد تمت مراجعة  المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي ليتلاءم مع متطلبات  لمتعلمين للانخراط في مجتمع المعرفة والتواصل العلمي. وقد صدرت  وثيقة المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي في قسمين متكاملين : الإطار التوجيهي العام ويضم الاختيارات والتوجهات الوطنية والغايات الكبرى لنظام التربية و التكوين .اما الإطار الديداكتيكي فيضم التنظيم الجديد للبرامج الجديدة ثلاثة اقطاب ) منسجمة ومتكاملة : مجال اللغات ـــ مجال الرياضيات والعلوم ـــ  مجال التنشئة الاجتماعية والتفتح (التربية الإسلامية والاجتماعية والفنية والبدنية).

[2] -  يراجع مذكرة الإطار في تنزيل    التدابير ذات الاولوية للرؤية الاستراتيجية  الصادرة يوم :12/10/2015.
[3] -المنجز اللغوي للمتعلم المغربي:11.لمجموعة من الباحثين.
[4] - المسالة اللغوية في المغرب والعالم العربي:5.مجلة عالم التربية عدد خاص السنة:2000.

[5] -واقع اللغة العربية لاحمد اوزي مقدمة العدد:53 من مجلة علوم التربية السنة:2012.
[6] -اللسانيات وتعليم اللغة  لمحمود احمد:26.دار المعارف1998.
[7] -الطفل واكتساب اللغة للغالي احرشاو:32.مجلة علوم التربية العدد:12- السنة 1987 .
[8] -اللغة والوعاء  الفكري للدكتور احمد اوزي:5.مجلة علون التربية.العدد:53-اكتوبر:2012.
[9] --سيرورة اكتساب المعارف  للدكتور الغالي احرشاو-مجلة الطفولة العربية الكويت العدد:-1-:1999
[10]-  من الدراسات التي اشتغلت على هذا الموضوع  مستعينة باللسانيات كتاب:اللسانيات و البيداغوجيا نموذج النحو الوظيفي  الاسس المعرفية و الديداكتيكية  لعلي   ايت اشن اصدار دار الثقافة المغرب دار الثقافة 1998.
[11] -اللسانيات التعليمية :الواقع والأفاق لعبد العزيز العماري بحث في كتاب جماعي  اصدار كلية الآداب مكناس السنة :2000.
[12] - اكراهات تدريس اللغة العربية  في المدرسة المغربية  محاورة مع الدكتور الغالي احرشاو. المحاورة من تقديمنا قمنا  بنشرها  في  موقع الأستاذ.
[13] -الثقافة العربية وعصر المعلومات   نبيل علي  :286
[14]-اللسانيات التعليمية واقع وأفاق عبد العزيز العماري
[15] - يراجع اعمال :ديداكتيك اللغة العربية من المعرفة العالمة الى المعرفة المدرسية قراءة في اعمال الدكتور علي ايت اوشان  ابريل 2017..

[16] -اللغة والوعاء للدكتور احمد اوزي:5.مجلة علوم التربية.العدد:53-اكتوبر:2012.
[17] -يراد بالمنهاج خطة عمل متصلة بتنظيم للأهداف والمضامين والأنشطة ا لتعليمية والأدوات الديداكتيكية  وطرق  التعليم والتعلم وأساليب التقويم  وما يعيشه المتعلم داخل القسم وخارجه  من علاقات وتفاعلات .وهو اكبر من المقرر  وأوسع منه .

[18] -الميثاق الوطني للتربية والتكوين:36
[19] - المواد 111-113من  الميثاق الوطني للتربية والتكوين---
[20] - المادة  117 113من  الميثاق الوطني للتربية والتكوين---.
[21] -حافظة التدابير ذات الأولوية المحور-1-التمكن من  التعلمات الأساسية يراجع مذكرة  الإطار في تزيل الرؤية الاستراتيجية.
[22]- من اجل مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء :42.منشورات المجلس الأعلى للتعليم: 2017.

[23] - عبد الله ضيف مفتش منطقة تندرارة مديرية بوعرفة المغرب منهجية القراءة المقطعية:23



شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    https://www.profpress.net/