-المستجدات التربوية في المناهج الجديدة: منهاج اللغة العربية

الإدارة نوفمبر 29, 2018 نوفمبر 29, 2018
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

  -المستجدات التربوية في  المناهج الجديدة: منهاج اللغة العربية  


  -المستجدات التربوية في  المناهج الجديدة: منهاج اللغة العربية

محمد بنعمر
**تقديم
ان اكبر منعطف عرفته المنظومة التعليمية المغربية هو الشروع في تنزيل التدابير ذات الاولوية التي جاءت في سياق خاص ، يتحدد  هذا السياق على ما جاء من  نتائج  صادمة حملتها التقويمات الوطنية والدولية والبحوث التدخلية التي كشفت  عن التدني الواضح  والتراجع الكبير في المكتسبات الدراسية للمتعلمين  ،من حيث  عدم ملاءة البرامج  والمناهج والطرائق البيداغوجية في التدريس مع  الحاجيات التربوية للمتعلمين.[1]. 

و بناء على التشخيص الاولي و الكاشف لواقع المنظومة التعليمية في المغرب التي تعرف تراجعا ملحوظا في التعلمات ،حملت التدابير ذات الاولوية  دعوة صريحة  و خطابا عاجلا  في ضرورة مراجعة البرامج والمناهج التعليمية من اجل تحقيق الأهداف العامة   التي سطرتها مشاريع هذه التدابير  ، وبالتالي  وضعت هذه التدابير  من رهاناته  واولوياتها  الأساسية،  تحسين المنهاج الدراسي للسنوات الاربع من التعليم الابتدائي  قصد  الرفع و تنمية  الكفايات الاساسية  في القراءة والكتابة والرياضيات والتفتح ...[2].والعمل على  تصحيح التعثرات  التي يعيشها المتعلم  بشكل تدريجي ..
 مما جعل هذه التدابير تدعو بشكل مستعجل الى  تغيير البرامج التعلمية بدءا من  السنوات الاولى  من التعليم الابتدائي. وهو ما تحقق فعلا من خلال تجريب المنهاج المنقح ابتداء من سنة 2015. بحيث تم تنظيم مضامين المنهاج الجديد في ثلاثة اقطاب معرفية  وهي :قطب اللغات-قطب الرياضيات والعلوم – قطب التنشئة الاجتماعية والتفتح.
وبحلول الموسم الدراسي :2018-2019 شرع في تعميم  العمل  بالمنهاج الدراسي الجديد بالتعليم الابتدائي المغربي [3].

- اهداف  المنهاج الجديد  في اللغة العربية

لقد تمت   مراجعة المناهج التعليمية  بناء   على النتائج المحمولة والمتوصل إليها في مختلف التقويمات الدولية والوطنية  التي كشفت عن التدني الكبير وعن التراجع الخطير في  مستوى المتعلم المغربي  في المكتسبات الدراسية ، وهو ما يرجع  إلى عدة عوامل بيداغوجية  واخرى ديداكتيكية محددة في عدم انسجام  المقررات الدراسية والطرائق التربوية المعتمدة مع الحاجيات التربوية الأساسية للمتعلمين.[4].
ومن ابرز المكونات التي شملها التغير والتجديد مكون اللغة العربية الذي جاء بمواصفات جديدة وبهندسة ديداكتيكية مغايرة للهندسة السابقة .[5]
 بحيث تم احداث وحدة جديدة في مكون  القراءة سميت القراءة  المقطعية   ،وهذا المشروع  في اصله  برنامج جاء  لهدف  تحسين القراءة  والرفع من مهاراتها عند المتعلم في المستويات الأولى من التعليم الابتدائي.
وكان المنطلق  في بناء المرامج هو الانطلاق  من ذات المتعلم  لتنمية قدراته التواصلية بالغة العربية مع التداول المضمر لقواعد اللغة العربية في السنوات الاولى من التعليم الابتدائي، وعدم التصريح بها الا في السنوات الثلاث الموالية .
  فمن ابرز  اهداف  المنهاج الجديد  التخفيف من البرامج الدراسية ،وتعزيز الانسجام والتكامل بين وحدات وفقرات المواد التعليمية من خلال اعتماد منطق المنهاج الدراسي بدل  منطق المادة الدراسية واختيار الأقطاب بدل  من اختيار المواد.[6]
- اللغة العربية في  برامج الإصلاح
ان من ابرز ما راهنت عليه برامج الإصلاح التي تعاقبت على المنظومة التعليمية  هو دعوتها إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في النظام التربوي الجديد ،من خلال جعل  هذا الدرس   يحتل موقعا خاصا و مكانة متميزة في المنهاج التعليمي الجديد  بدءا من التعليم الأولي والابتدائي  سواء  من حيث  المواضيع والمكونات ،او من حيث  الحصيص بحيث تم الرفع   من الحصيص الزمني المخصص لوحدات  اللغة العربية   ،ومنحه المزيد من العناية والعناية  البيداغوجية بين المواد التعليمية  المعتمدة في المنهاج الجديد في التعليم الابتدائي .
 و قد مس هذا الإصلاح بشكل مباشر المكونات و المجالات والوحدات المركبة للمنهاج التعليمي، كما مس الأهداف والكفايات المسطرة فيه. [7].
ما  يعني أن سياق درس اللغة العربية في المدرسة المغربية يعرف تحولات كبيرة و نقلة عميقة بفضل مشاريع الإصلاح التي  راهنت وأعادت الاعتبار لجزء كبير و أساسي من مكونات هذا الدرس في جميع مستوياته .
من جهة اخرى حرص المنهاج التعليمي  الجديد على تأهيل اللغة العربية في التعليم بجميع أنواعه وشعبه وأسلاكه ومسالكه، لتصبح اللغة العربية تدريجيا لغة التدريس، ولغة البحث العلمي والتكنلوجي ،واحد رهانات و رافعات التنمية  في المستقبل.
بحيث وقع الاعتراف الصريح في هذه المشاريع الاصلاحية  بان اللغة هي أداة فاعلة في  التربية وصانعة للتنشئة الاجتماعية ، فهي بإمكانها أن تساهم  وتساعد على دمج الفرد في المجتمع ،وعلى غرس القيم الايجابية  والنبيلة في نفوس الناشئة لإعدادها للحياة والمستقبل  ...[8].
من جهة اخرى حرص المنهاج التعليمي  الجديد على تأهيل اللغة العربية في التعليم بجميع أنواعه وشعبه وأسلاكه ومسالكه، لتصبح اللغة العربية تدريجيا لغة التدريس، ولغة البحث العلمي والتكنلوجي ،واحد رهانات و رافعات التنمية  في المستقبل.
كما سعت هذه المشاريع الى  تعزيز تعلم اللغة العربية وتحسين تدريسيتها والرفع من أدائها وتأهيل مدرسيها ، باعتبار اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد. وعلى هذا الأساس  والاعتبار يكون تعليم اللغة العربية إلزاميا لكل الأطفال المغاربة ،وفي كل المؤسسات التربوية ابتداء من التعليم الأولي .....[9].
وهو الاختيار الذي  جاء منصوصا  عليه  في إحدى الدعامات المركبة للرؤية الاستراتيجية ومنها الدعامة -23- التي تنص على التمكن من اللغات وتنويع لغات التدريس  "فمن اجل النهوض   بالبحوث في تحقيق الاندماج ،فان الرؤية الإستراتيجية تجعل من اللغة العربية رافعة قائمة بذاتها مع استحضار ارتباطها العضوي بالنموذج البيداغوجي المعمول به....[10].
-التوصيف البيداغوجي و  ديداكتيكية   في  درس اللغة العربية بالقسم الابتدائي "المنهاج الجديد"
للرفع من أداء اللغة العربية تم استحضار مجموعة من الاعتبارات والمبادئ العامة المؤطرة لديدكتيك  ومنهجية وحدة اللغة العربية  في التعليم الابتدائي  والتي  فرضتها خصوصيات متعلم هذه المرحلة وطبيعة المادة ومكوناتها.
ومن ابرز مكونات هذا التوصيف:
1- الوحدات  بحيث يتجزأ برنامج كل سنة من السنوات الست إلى ست وحدات.  
 2-التكامل" الداخلي بين مكونات مادة اللغة العربية، ويأخذ هذا التكامل مستويين أساسيين هما: مستوى البناء الهيكلي لحصص مختلف مكونات المادة عبر الأسابيع الثلاثة للوحدة، ومستوى المجال الذي تتمحور حوله مختلف دروس الوحدة؛
 -استثمار المقاربات اللسانية والبيداغوجية الجديدة في تعليم اللغة العربية مع الانفتاح على البرامج الجديدة في تعليم اللغات  .
-اعتماد  الكتاب المدرسي المتعدد بدل الكتاب المدرسي الواحد مع ايلائه  ما يستحق من أهمية وعناية على المستوى التربوي والبيداغوجي والديداكتيكي.
-استثمار التكنولوجيات والرقميات والوسائط  الجديدة في تدريس اللغة العربية وتعليمها في جميع الأسلاك التعليمية.
-الاعتماد على الوحدات والمجالات في عملية التدريس بحيث ثم توزيع برامج اللغة العربية إلى وحدات ومجلات لصيقة ببيئة المتعلم وبالمجال الذي يعيش فيه. 
-إدراج اللسانيات التعليمية والبيداغوجية في عدة التكوين الخاصة بتأهيل أساتذة التعليم الابتدائي.
-الاستعانة  بالدراسات الحديثة في مجال تعليمية اللغات والانفتاح على الحقول المعرفية التي تشتغل على موضوع تعليميةالغات.
-الاعتماد على المقاربة التواصلية في تعليم اللغات قصد جعل المتعلم قادرا على التواصل بهذه اللغة مع إكسابه ومنحه  القدرة التواصلية التي يحتاج إليها تبعا للسياق التعليمي الذي يتواجد فيه   .
-الاعتماد على وضعيات تعليمية مساعدة على التعلم الذاتي، ومحفزة على بناء  المعرفة  اعتمادا على  قدرات وخبرات المتعلم.
-تجديد تعليم اللغة العربية بالاستفادة من الطرائق والمناهج المعتمدة والجديدة  في  التدريس والتعليم.
-خاتمة
ان هذه  الاعتبارات التربوية ، تكشف ان مشاريع   الإصلاح اقدمت على إعطاء درس اللغة العربية ما يستحق من العناية و على منحه المزيد من الاهتمام والرعاية .
لكن  رغم هذه الجهود الكبيرة و المبذولة في درس اللغة العربية في القسم الابتدائي بالمدرسة المغربية .   
فمازال هذا الدرس يمر بعدد من المشاكل الديداكتيكية، و يعيش مجموعة من الاكراهات التربوية على مستوى التنزيل والتطبيق مما جعل هذا الدرس يحمل تأثيرات متعددة  وعديدة على  جميع اطراف العملية التعليمية خاصة  المعلم والمتعلم على حد سواء.





[1] - هي تدابير متفرعة عن الرؤية الاستراتيجية جاءت  لمعالجة الاشكالات التربوية والبيداغوجية التي اثارتها  اللقاءات التشاورية حول مستقبل المدرسة المغربية متخذة من  الاطار المرجعي للرؤية الاستراتيجية سندا ومدخلا ومرجعا  في الاصلاح....
يراجع مذكرة الاطار في التنزيل الاولي للرؤية الاستراتيجية صدرت 12/10/2015.
[2] -   مشروع المنهاج الدراسي المنقح للسنوات الأربع الأولى للتعليم الابتدائي مديرية المناهج : 2015.

[3]- المنهاج الدراسي الجديد للتعليم الابتدائي: اللغة العربية  اصدار مديرية المناهج 2018.

  

[4] -حافظة التدابير ذات الأولوية المحور-1-التمكن من  التعلمات الأساسية يراجع مذكرة  الإطار في تزيل الرؤية الاستراتيجية.
[5] - نفسه
[6] -المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي اصدار مديرية المناهج :2018.
[7] -يراد بالمنهاج خطة عمل متصلة بتنظيم للأهداف والمضامين والأنشطة ا لتعليمية والأدوات الديداكتيكية  وطرق  التعليم والتعلم وأساليب التقويم  وما يعيشه المتعلم داخل القسم وخارجه  من علاقات وتفاعلات .وهو اكبر من المقرر  وأوسع منه .

[8] -اللغة والوعاء للدكتور احمد اوزي:5.مجلة علوم التربية.العدد:53-اكتوبر:2012.
[9] - المواد 111-113من  الميثاق الوطني للتربية والتكوين-.

[10]- من اجل مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء :42.منشورات المجلس الأعلى للتعليم: 2017.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    https://www.profpress.net/