تحضير النص القرائي من عبق حضارتنا الثالثة إعدادي (مادة اللغة العربية)

Mazouzi Walid ديسمبر 03, 2018 أبريل 23, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A
تحضير النص من عبق حضارتنا  للسنة الثالثة إعدادي في مادة (اللغة العربية
يتيح لكم موقع الأساتذة و التلاميذ هدا الدرس لهدف استعداد التلميذ(ة) 
لسنة دراسية جيدة وتفوقه فيها.


درس في مادة اللغة العربية النصوص القرائية وحدة المجال الحضاري النص القرائي  من عبق حضارتنا لتلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.

من عبق حضارتنا

النص القرائي (من عبق حضارتنا):

مدينة مبسوطة في حقول الريحان، منازلها و أسوارها وأبوابها مضمخة بالحناء، مشمولة بأردية الشمس. الشفق فيها يعبق برائحة الزيتون، والنخيل العتيق يتحدث إلى السماء بلغة الأهلة، وأشجار البرتقال تزهر في أربعة مواسم. ثراها ظل الأصيل، والعصافير ـ آلاف العصافير ـ تشقشق في أفنائها تسمعها ولا تراها، وأنت لا تدري أهي وسنانة، أم أنها تتأهب للمرح قبل أن تنام، كي تحلم بمسك الليل وبقطرات الطل تتلألأ في غضون الغسق، وبحبات الخرطال تتناثر فوق العشب الندي.
مدينة يطالعك وأنت داخل إليها رداء (ابن يوسف) يلف (الكتبية) الفرهاء الجليلة، فلا تحس بابن تاشفين، و(دار الحمراء) إلا حينما تطويك أسوار المدينة، و تظلك في دروبها عرائش الكروم والياسمين. و(أبو العباس)  ـ أحد رجالها السبعة ـ يخاطبك حينما تنطلق أصوات المؤذنين من فوق الصوامع، فيحدثك عن السبحة الخضراء … عن (عياض) وأزهار رياضه عن (العود الملقى في البحر على بطنه) … فتتيه في مفاوز الزمن، وفي عينيك لؤلؤتان باردتان. وحينما تدغدغ همسات النسيم أذنيك، تشعر وكأنك في مضارب (المرابطين) تلتقي برجالهم الملثمين في الأزقة والدروب، يحملون الشموع في أيديهم اليمنى، والكتب في اليسرى، وسرعان ما تذكر خلوة (أغمات)، وهي على مرمى الظل منك، وتذكر (الخيرالدا)، ومياه النهر الكبير تخطر في أعطاف (إشبيلية) هادئة خفيفة خضراء، و تذكر (البديع)، وفوائد الشعر معلقة في أبهائه وسراديبه وقبابه. ويشغلك المساء، فتجد نفسك في زقاق طويل منعرج، والناس في دكاكينهم قاعدون وكأنهم لم يبرحوها منذ الزمن السحيق … حركات الأيدي قديمة، وتعابير الوجوه ثابتة لا تريم، والسواعد تتحدى الأيام والليالي … وفي بستان (المسرة) تغيب نظراتك في مياه الصهريج، فتختلط بأشباح النخيل وأطياف السماء وعيون النيلوفر، وكل شيء يبدو في لون خضرة غامقة متموجة دافئة. وتسمع الطبول والدفوف و المزامير ـ أو يخيل إليك أنك تسمعها ـ فيبدأ الرقص والسمر، ويمتزج الفرح بالوحشة، والقرب بالهجران، وبنات الأطلس في أرديتهن البيضاء، ومجاديلهن الملونة يملأن المكان ترنيما وحركة وبهجة.
الزلال في مائها زلال، والنسيم في أكنافها شفاء، والعطر في رياضها عشق وصبابة، نهارها رجاء، وليلها دعاء، وفجرها صلاة واستجابة.
محمد الصباغ، مجلة المناهل نقلا عن كتاب «المطالعة والنصوص»، االجزء الثالث، الطبعة الثنية (1988)، ص: 57 – 58.

I – عتبة القراءة:

1 – ملاحظة مؤشرات النص الخارجية:

أ – مجال النص:
يندرج النص ضمن المجال الحضاري.
ب – مصدر النص:
النص مقتطف من مجلة «المناهل» نقلا عن كتاب «المطالعة والنصوص» للكاتب المغربي محمد الصباغ.
ج – نوعية النص:
مقالة وصفية ذات بعد حضاري.
د – العنوان (من عبق حضارتنا):
يتألف من أربع كلمات تكون فيما بينها مركبين: الأول إسنادي تدل عليه شبه الجملة (من عبق) في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هذا من عبق حضارتنا)، والثاني إضافي (عبق حضارتنا)، كما نلاحظ أن العنوان ينسب الحضارة إلى جماعة المتكلمين مما يدل على الافتخار والاعتزاز بهذه الحضارة.
هـ – بداية النص ونهايته:
o    بداية النص: معظم ألفاظ بداية النص عبارة عن جمل اسمية أو نعتية تصف موصوفا رئيسيا هو المدينة  بموصوفات فرعية تنتمي إلى المجال الحضاري (منازلها – أسوارها) أو إلى المجال الطبيعي (حقول – الزيتون – السماء …).
o    نهاية النص: نلاحظ فيها تردد ضمير الغائب الذي يعود على الموصوف الرئيسي (مراكش)، أما  الموصوفات الفرعية فتم الاقتصار على وصف عناصر الطبيعة (الزلال – النسيم – رياض …).

2 – بناء فرضية القراءة:

بناء على المؤشرات الأولية للنص نفترض أن موضوعه ربما سيتحدث عن المظاهر الطبيعية والمعالم الحضارية لمدينة مراكش.

II – القراءة التوجيهية:

1 – الايضاح اللغوي:

o    الشفق: آخر ضوء الشمس.
o    الأهلة: مفرد هلال وهو أول القمر.
o    الثرى: التراب الندي.
o    الأصيل: وقت اصفرار الشمس قبل الغروب.
o    وسنانة: نائمة نوما خفيفا.
o    تتأهب: تستعد.
o    الطل: مطر خفيف.
o    الغسق: ظلمة الليل.
o    الفرهاء: الحسناء الجميلة.
o    المضارب: خيام عظيمة.
o    فرائد الشعر: جواهره.
o    أبهاء: مفرد بهو وهو المكان الواسع.
o    سراديب:
 مفرد سرداب وهو بناء تحت الأرض.
o    النيلوفر: نوع من أنواع الأزهار غالبا ما تنمو في المياه الراكدة.
o    الماء الزلال: العذب والصافي.
o    مفاوز الزمن: المفاوز: جمع مفازة وهي الصحراء القاحلة، والمقصود هنا: متاهات الزمن.

2 – الفكرة المحورية للنص:

وصف مدينة مراكش من حيث مظاهرها الطبيعية ومعالمها الحضارية وشخصياتها وسكانها.

III – القراءة التحليلية للنص:

1 – الأفكار الأساسي:

o    وصف الكاتب للمظاهر الطبيعية بمدينة مراكش وما يحيط بما من حقول الريحان وأشجار النخيل وذلك بأسلوب جميل ومتألق مما يدل على خياله الواسع.
o    تزخر مدينة مراكش بمظاهر حضارية ومعطيات تاريخية جعلت منها مدينة عريقة بامتياز.
o    محافظة أهل مراكش وخاصة تجارها على تقاليد أسلافهم.
o    تغني الكاتب ببستان المسرة الذي قدمه في أحسن صورة.
o    مظاهر الفرح والبهجة بمراكش متجلية في حفلات الفنون الشعبية والرقص التي تتميز بها هذه المدينة الساحرة.
o    كل شيء مميز في مراكش، الماء، العطر، النسيم، النهار، الليل والفجر.

2 – الموصوف الرئيسي والموصوفات الفرعية:

الموصوف الرئيسي (مدينة مراكش)
الموصوف الفرعي
الأمثلة
الطبيعة الخلابة
اشجار البرتقال – العصافير – الحقول – النخيل – الشفق
التاريخ العريق
الماثر: الكتبية – قصر البديع – بستان المسيرة …الشخصيات: ابن يوسف – ابن تاشفين – ابو العباس – عياض
المجتمع الوديع
الناس: قعودهم – حركات أيديهم – تعابير وجوههم …بنات الاطلس: أرديتهن – مجاديلهن

2 – الحقول الدلالية:

الأفعال
الأسماء
يعبق – يتحدث – تشقشق – تسمعها – يطالعك – تدري
مدينة – الريحان – الحناء – الشمس – الغسق – النخيل – الياسمين – العطر – العصافير – رياض – ثرى – زقاق – منعرج
الدلالة:
هيمنة الأسماء على الأفعال يدل على أن النص وصفي، فالأسماء تدل على الثبات مما يساهم في تثبيت وترسيخ صور مراكش في ذهن كل قارئ لهذا النص.

VI –  التركيب والتقويم:

         1 –  التركيب:

استطاع الكاتب المغربي محمد الصباغ بلغته الجميلة أن يرسم لمدينة مراكش لوحة فنية تضج بالروعة والجمال، حيث وصف طبيعتها الخلابة وجال بنا في حقولها، وجعلنا نستشعر قطرات الطل ونستعذب زقزقة العصافير، ونشتم عبق الزيتون …، ثم انتقل بنا عبر درب المآثر العمرانية والشخصيات التاريخية التي خلدت أسماؤها في تاريخ مدينة مراكش، ليقطف لنا من مروجه صورا خالدة ما زالت آثارها تنبض بالحياة …، ولم يفوت محمد الصباغ فرصة الإشارة إلى أهم الأوصاف التي تميز سكان المدينة الحمراء وهي الوداعة والبهجة والمرح.

2 – التقويم:

يتضمن النص قيما منها:
o    قيمة حضارية: تتجلى في كون المآثر العمرانية بمدينة مراكش تجسد ما بلغته الحضارة المغربية من تقدم  وازدهار في العصور الماضية.
·         قيمة فنية: تتجلى في أسلوب النص المتسم بجمالية الوصف ودقة التعبير، وجودة الصور الفنية.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/