خاطرة عن التعليم (عبارة عن تساؤلات و توصيات)
خاطرة عن التعليم (عبارة عن تساؤلات و توصيات)
باحث في المجال التربوي (خريج مركز تكوين
المعلمين و المعلمات)
باحث في القانون العام (خريج كلية الحقوق
بطنجة)
· هل نحن مع التعليم أم مع التعتيم؟
· ما هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها قطاع
التعليم العمومي، لاسيما العاملين و العاملات بمجال التربية و التكوين من مدرسين و
مدرسات؟
· كيف ننتقص من عمل هؤلاء مع العلم أن رقي الشعوب
و تقدم الأمم و المجتمعات رهين بمدى تأهيل المواطن و تكوينه العلمي و المهني حتى
يتسنى له العطاء و السهر على إنماء البلاد؟
· ما الذي جعل العامة و الخاصة من الناس يستبيحون
الطعن في ما تقدمه المؤسسات التعليمية العمومية؟
·
أليس من الأجدى
أن يدافع أصحاب الدار عن بيتهم التربوي عوض استباحته؛ حتى لا يصبحوا أول جلاديه؟
· ما الجدوى من هذه الضربات تلو الضربات التي
يتعرض لها الجسم التعليمي؟
· هل نسينا أم تناسينا أن الأدوار الجليلة التي
يقدمها المربي و المربية، المدرس و المدرًسة؛ لا تقتصر على تكوين أجيال الغد، و إنما
تتجاوزها لتعمل على تأطيرهم و تربيتهم على التشبع بالقيم، و على تثبيت مواصفات
المواطنة الصالحة لديهم، بالإضافة إلى ذلك، ترسيخ ثقافة حب الوطن في نفوسهم، و
العطاء بدون عوض و بسخاء خدمة للصالح العام؟
من هذا المنطلق، إذا سلمنا أن هناك مفسدين
من داخل القطاع، و مؤثرين سلبا من خارجه و على قلتهم – و هذا أمر مسلم به – فهذا
لا يعني تعميم الحكم على فئات عريضة من الغيورات و الغيورين الذين يبلون البلاء
الحسن، و يقدمون الغالي و النفيس خدمة للناشئة بشكل خاص، و للوطن بشكل عام.
فإذا كانت هناك اختلالات تؤكدها المعطيات و
المؤشرات و الإحصائيات سواء الدولية أو الوطنية؛ فالضرورة بذلك، تقتضي انكباب جميع
القوى الحية في المجتمع دون استثناء على تجميع المجهودات و تصويب التوجهات نحو مشروع مجتمعي موحد؛
قوامه تعليم هادف، و مآلاته أن يشكل رافعة للتقدم، و بذلك، نتجه صوب تصحيح كافة الاختلالات و
تجاوز مختلف الثغرات، دون انتظارية قاتلة أو تسويف يُذكر، أو ادعاء أن الإصلاح
مرتبط بالقطاع الوصي.
و عليه، وجب اتباع بعض التوصيات على سبيل
المثال لا الحصر من قبيل:
⇦ تغيير البوصلة في اتجاه تقوية الشعور بالمواطنة الحقة لدى الأفراد و
الجماعات؛
⇦ تنمية الحس و الشعور بالانتماء لديهم.
و يمر كل ذلك عبر المراحل التالية:
➤ الانطلاق من مدخلات تشخيصية للواقع دون تزييف أو تنميق، و ذلك باعتماد
المنهج النسقي "لدفيد ايستون"؛
➤ الوصول لمخرجات عملية يسعى الكل من ورائها إلى بلوغ مستقبل أبهى و أشرق مثل
شروق الشمس – نرتضيه جميعا – مع أجيال غيورة، بوطنها فخورة، و لخدمته جسورة،
متماسكة صبورة، و على الذوذ نصورة، لا تبحث عن الضفة الأخرى، أو تعيش الغربة داخل
وطنها.
⏪ فلنبتعد عن التعتيم أو التقتيم، و لنقترب إلى
التعليم و الترميم الرصين، علنا نصل إلى غد أفضل يطمح له الجميع.
و الله الموفق و به
نستعين.
التوقيع:
صلاح الدين زكاري