عندما يصبح الغش في امتحانات البكالوريا هواية وحقا

الإدارة يونيو 04, 2017 يونيو 04, 2017
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A
عندما يصبح الغش في امتحانات البكالوريا هواية وحقا 

عبد الحق التويول


عبد الحق التويول

لاشك أن الغش سلوك ينبذه الدين الإسلامي ويحرمه بنصوص صريحة وأحاديث واضحة أبرزها قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا ) وفي رواية أخرى ( من غش فليس مني)(رواه مسلم) وهو تحريم شامل لجميع أنواع الغش وفي جميع المجالات نظرا لما يترتب عليه من
عواقب وخيمة تضر بالفرد والمجتمع ، هذا الغش الذي يبقى سلوكا غنيا عن التعريف نظرا لسمعته الطيبة بين المتهاونين والمتكاسلين في شتى مجالات الحياة وخاصة في مجال التعليم حيث نجد شريحة عريضة من التلاميذ قد طبعوا مع الغش ونسجوا معه علاقات وطيدة لدرجة جعلته هوايتهم المفضلة التي يمارسونها في جميع الاستحقاقات بشتى الطرق والتقنيات ، وتزداد حدة الهوس بالغش وتقنياته عندما نتحدث عن استحقاق البكالوريا حيث نجد الكل يبارك هذه الهواية الا من رحم ربي فنجد التلاميذ مجندين والاباء مؤيدين ومحفزين وأصحاب محلات استنساخ الأوراق مباركين وميسرين والكل همه هو الربح و النجاح وإن كان على حساب القيم والمباديء والأخلاق مما يشكل طعنة غادرة في ظهر تكافؤ الفرص وصفعة قوية على وجه الكفاءة التي يجب أن تُتخد مقياسا ومعيارا للنجاح وتولي المناصب مستقبلا ، هذه الكفاءة التي بدأت تغيب عن ميدان التباري بفعل عامل الغش الذي نخر جسدها فأرداها صرعى لا قيمة لها وإنما القيمة كل القيمة لمن يحصل على معدلات أعلى دون إلتفات الى الطُرق التي حُصلت بها هذه المعدلات وهنا مربط الفرس ذلك أن تحديد معدلات عالية لولوج بعض المعاهد والمدارس والكليات يجعل التلاميذ لا يفكرون إلا في شيء واحد هو تحصيل المعدل المطلوب لولوج التخصص المنشود ولهذا أصبحنا نسمع بتلاميذ ينتحرون فور ظبطهم متلبسين غاشين وما حادثة الدار البيضاء  التي وقعت يوم الجمعة الماضي ببعيدة حيث أقدم أحد التلامذة  الذين يدرسون بمستوى أولى باك على وضع حد لحياته بعدما جُرد من هاتفه الذي أعده مسبقا  للغش فقام بفعلته الشنيعة وكأنه جرد من حق مشروع ومكفول بقوة الشرع والقانون ، وليس ببعيد عن مدينة البيضاء وفي مدينة فاس عاصمة العلم والعلماء طالعتنا مواقع التواصل الاجتماعي البارحة السبت وهو اليوم الأخير بالنسبة لامتحان الجهوي  بمقاطع فيديوهات مصورة  من ثانوية ابن هاني التي حولها مجموعة من التلاميذ الغشاشين الصالحين لكل شيء إلا للتمدرس الى ساحة شبيهة بساحات الوغى في العراق وسوريا لا لشيء إلا لأنهم جردوا من حقهم ( في نظرهم) وفوت عليهم بعض الأساتذة النزهاء فرصة ممارسة هوايتهم فما كان عزاؤهم سوى سب وشتم من أملى عليهم ضميرهم القيام بواجبهم فضلا إحداث خراب بمؤسستهم ابن هانئ التي كانت مشتلا لهم  فاستقبلتهم وفتحت دراعيها لاحتضانهم وتزويدهم بكل ما يحتاجونه ليصبحوا أناسا صالحين في مجتمعهم لكن للأسف ما طالبوا به وانتفضوا لأجله وبدلوا الغالي والنفيس لتحقيقه يجعلنا لا نطمئن للمستقبل ونطرح  بمزيد من التخوف سؤالا عريضا مفاده :
إذا فتح الباب أمام هؤلاء التلاميذ المتهاونين المتواكلين ويسرت لهم كل السبل لممارسة هوايتهم ( الغش طبعا) بمباركة الاسرة والمجتمع والوزارة ونجحوا ووصلوا الى تقلد المناصب والمؤسسات الحساسة وغير الحساسة ، ألا نكون بصدد إعداد جيل من المفسيدين الذين لا خلاق لهم والذين لا محالة سيعثون في الأرض فسادا وخرابا  الشيء الذي قد يستدعى منا القيام بحراك أو ثورة للإطاحة برؤس الغشاشين المفسدين مما سيستنزف منا  لا محالة وقتا وجهدا كبيرين كنا سنستثمرهما في التشييد والبناء لو اننا تعاملنا مع ظاهرة الغش منذ البداية بصرامة وذكاء  ؟؟ 

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    https://www.profpress.net/