نبش في الذاكرة الجزء1

الإدارة مارس 23, 2020 أبريل 03, 2020
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

نبش في الذاكرة

نبش في الذاكرة

علي أومنال-خنيفرة 
بعد نقاش طويل دام حوالي أسبوعين بين أفراد اﻷسرة حول تمدرس طفلهم "علاء"،تمكنت اﻷم و أبنائها اﻵخرين من إقناع الأب بأهمية الدراسة لا سيما في هذا العصر الذي أصبح فيه كل شيء يعتمد على العلم...جلس "علاء" يراقبهم من فتحة الباب يلتقط بعض الكلمات من أفواه المتحاورين وبعضها مجرد همهمات لا يدرك معناها...وما هي إلا لحظات حتى نادت عليه أخته الكبرى قائلة:مرحبا بك يا علاء يا معلمنا وهي تضحك ، دخل عليهم منحنيا رأسه كمن اتهم باقتراف جرم أو ذنب ، فرح بعضهم ولم يستسغ اﻵخرون هذا القرار المفاجئ خاصة زوجة أخيه اﻷكبر التي نظرت إلى صاحبنا نظرات تنم عن الحقد والحسد ، ربما أرادت ان ينحو منحى آخر
غير مسلك المدرسة،إلا أن القدر كان لها بالمرصاد، بعد أخذهم وجبة العشاء تحدثوا عن بعض أمور الحياة اليومية بالقرية من حرث وقلةت المياه وأماكن انتشار الكلأ...أمور لا تهم صاحبنا مما جعله يتأبط كتبه الملففة بأغلفة مختلفة اﻷلوان متوجها في الوقت نفسه غلى غرفة نومه التي تتوسط المنزل والمسقفة بالخشب والقصب ،  وبجدارها الشمالي كوة مربعة الشكل مشكلة مدخلا لتسرب قليل من ضوء الشمس والهواء المنعش والمنبعث من الحقول المجاورة ، توسد صاحبنا كتبه (اتخذها وسادة له)ونام نوما عميقا سافر من خلاله إلى عوالم العلم الذي لا يعرف عنه إلا الاسم ...جرت أذيال تلك الليلة وبدأت تباشير اليوم الموالي فاستيقظ باكرا على غير عادته ليعانق الحياة من جديد وليلجها من باب آخر هذه المرة باب المدرسة والمعرفة عله يسبر أغوار هذا العالم الجديد...بعد وجبة فطور سريعة ، توجه "علاء"رفقة أبيه إلى مدرسة القرية التي تنأى عن منزلهم بما يناهز كيلومترا واحدا مشيا على اﻷقدام بين المروج الواسعة والحقول الهادئة واﻷشجار السامقة ، وجدا معلم الفرعية رجلا متوسط القامة؛ معتدل الجسم؛ كث اللحية، وجهه ينم عن علم وثقافة واسعين،استقبلهما استقبال الضيوف في أعز المناسبات، وبعد السلام والمصافحة المتبادلين طلب الرجل من الأب وثيقة تثبت تثبت  اسم الطفل ونسبه ، من الجيب اليساري للمعطف اﻷزرق أخرج الأب ورقة خضراء أظنها نسخة من عقد ازدياد"علاء"...طأطأ المعلم رأسه في في إشارة تومئ إلى الموافقة ومدى صحة المعلومات، ودعهما الأب و"علاء" ينظر نظرات المودع أهله،ابتعد الأب شيئا فشيئا حتى اختفى بين الأزقة الضيقة، فبقي صاحبنا وجها لوجه مع مدرسه اﻷول أدخله هذا اﻷخير بلطف إلى حجرة الدرس ، أجلسه معلمه بجوار طفل أشقر ...شرع في شرح الدرس فوضح لهم أن اﻷلف شبيهة بالعصا فيما النون كحبة عدس في صحن ، واﻷطفال يتبادلون نظرات تخفي وراءها صعوبة الاندماج في عالم المدرسة، أمر طبيعي لمن ألف اللعب مع اﻹخوة وصغار المواشي ...بعد منتصف النهار اذن لهم بالخروج وعادوا أدراجهم هؤلاء يقطفون الورود وأولئك يلعبون ويمرحون...

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/