اعتراف الاحتضار وابتسامة زوجها بعد أن همست به قبل أن تموت

الأندلسي محمد يوسف المحمودي يناير 24, 2022 يناير 24, 2022
للقراءة
كلمة
2 تعليق
-A A +A

 
اعتراف الاحتضار وابتسامة زوجها بعد أن همست به قبل أن تموت.. 
تمكن منها المرض وشعرت أن ما مضى لن يعود. فقد بدأت مضاعفات مرضها العضال تزداد فوهن الجسد وخارت القوى وضعف العزم. اشتد الألم فأدمنت المسكنات التي وصفها لها الأطباء؛ فيما أمسكت المصحف بيمينها ولم تفلته لحظة ويكأنها بدأت تعد نفسها للقاء ربها. ومع اقتراب الأجل تذكرت بعض ذنوبها، ومن منا بدون ذنب؟

الذنب الكبير

اعتراف الاحتضار وابتسامة زوجها بعد أن همست به قبل أن تموت.. تمكن منها المرض وشعرت أن ما مضى لن يعود. فقد بدأت مضاعفات مرضها العضال تزداد فوهن الجسد وخارت القوى وضعف العزم. اشتد الألم فأدمنت المسكنات التي وصفها لها الأطباء؛ فيما أمسكت المصحف بيمينها ولم تفلته لحظة ويكأنها بدأت تعد نفسها للقاء ربها. ومع اقتراب الأجل تذكرت بعض ذنوبها، ومن منا بدون ذنب؟


تذكرت الزوجة ذنبًا كبيرًا ارتكبته. كان ذنبًا عظيمًا من وجهة نظرها ومن وجهة نظري أيضًا. نادت على زوجها وهمست في أذنه بسرها. قالت إنها كانت تتعمد إضافة الملح إلى طعام حماتها أم زوجها يوم كانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم. يومها كانت لا تبالي بها، وتريد مضايقتها بسبب تدخلها في حياتها. عندها، كتمت حماتها ما كان من أمرها وصبرت واستعاضت عن طعام زوجة ابنها بوجباتٍ خفيفة من الخضراوات والفاكهة والألبان.

المسامح كريم

على الرغم من ذلك، لم تتردد حماتها لحظةً في رعايتها بعد مرضها. لماذا قابلت فعلها بهذا العمل الصالح؟ لماذا لم تنتقم؟ لماذا لم تفرح بانتقام الله لها من زوجة ابنها؟ لأن زوجة ابنها أضحت مسكينة ولم يعد لها في هذه الدنيا أم ولا أب ولا أخ ولا أخت. اليوم أقبلت عليها حماتها بالصفح الجميل تقيم معها في المنزل وأصبحت هي التي تقوم على خدمتها بعد مرضها. عندها، صارحت الزوجة الأم بتعمدها فعل ذلك الأمر معها وطلبت منها أن تسامحها فسامحتها وربطت على كتفها وقالت "المسامح  هو الكريم."

الليلة الأخيرة

وفي الليلة الأخيرة، نظرت الزوجة المقبلة على الرحيل إلى زوجها الناعس بجوارها ونطقت اسمه فنظر إليها فطلبت منه أن يدنو منها. فدنا وهو ينظر إليها بقلقٍ ومرحمة. أراد أن يسقيها الماء ويقدم لها بعض الطعام فأبت. وبدا أنها في سكرات الموت التي جاءت بالحق عند صلاة الفجر.

همسة الرحيل

نظرت الزوجة إلى زوجها وهمست في أذنه بشيءٍ جعله يبتسم وهي الراحلة. نطقت الشهادة ورحلت وظل الزوج يبكي ويضحك في آنٍ واحدٍ. بدا أنه قد جن أو أن أثر المصيبة عليه قد أفقده رشده. لكن بعدما فرغ الزوج من تجهيز زوجته ودفنها، سألته أمه عما أضحكه فقال لها: "قالت لي زوجي إنها ستسبقني إلى الجنة وستعد لي الحمام المحشي شريطة ألا أتأخر وألا أقدم عليها وفي يدي غيرها."

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. قصة جميلة . لا نعرف قيمة أفعالنا إلا عند الاستعداد للقاء الباري سبحانه.

    ردحذف
    الردود
    1. جزاك الله خيرا أخي الكريم تعليقك الأجمل والقيمة فيما قلت وتفضلت

      حذف

السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    https://www.profpress.net/