a2g instagram followers ends 05/09

شام البكور... من هاجس الأنقاض إلى أعلى عليين

الإدارة نوفمبر 11, 2022 نوفمبر 11, 2022
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 شام البكور... من هاجس الأنقاض إلى أعلى عليين 

شام البكور... من هاجس الأنقاض إلى أعلى عليين


نورالدين الطويليع

هي ابنة الحرب، فتحت عينيها على الأنقاض المتناثرة، وتعايش سمعها مع ذوي الرصاص...، تحمل بطاقة هوية حربية، فقد ولدت في الحرب المُتَشَئِّمَة، وعاشت سنواتها السبع متجرعة مرارتها، وعوض أن تكتفي بالاصطراخ، وأن تندب حظها التعس، وتبكي سنوات عمر قصيرة أتت عليها نيران أسلحة عمياء، لا تميز بين الصغير والكبير... عوض أن تستسلم لواقع الرماد هذا ، قاومت لتنبعث منه بكامل حياتها وسموقها، ولتعانق، وهي تسمو في سلم التتويج، فرحة ربما لم تتعرف عليها، من قبل، ولم تلتق وإياها على امتداد سنوات العمر العجاف.

في هذا الحضيض شَامَتْ بطلتُنا المجدَ، وتطلعت إليه، ولم تبرح مكانها حتى أمسكت بتلابيبه، وأحكمت قبضتها عليه، ليدلها على طريقه السالك، وتنتزع منه كلمة السر "القراءة" التي بكرت إليها، وبكرت شجرتها منها، فأخرجت ثمارها مبكرا.
قد نستغرب حين نرى طفلة في عمر شام البكور بهذا التألق القرائي الذي يسحر الأسماع، لكن حين نستدعي السياق، سيزول هذا الاستغراب، فالحروب والشدائد والمحن هي المادة السحرية التي أنبتت على مر التاريخ عظماء الأدب والفكر والثقافة، أما الرخاء فلم ينتج سوى التراخي والركون إلى الكسل.
في تاريخنا الشعري إشارات واضحة إلى دور الحرب في صناعة الشعراء، وأثر السلم في افتقادهم، من ذلك ما جاء في كتاب طبقات فحول الشعراء لابن سلام: "وبالطائف شعر، وليس بالكثير، وإنما يكثر الشعر بالحروب التي تكون بين الأحياء، نحو حرب الأوس والخزرج، أو قوم يغيرون ويغار عليهم، والذي قلل شعر قريش أنه لم يكن بينهم ثائرة، ولم يحاربوا".
يَصْدُقُ في شام البكور المثلُ القائل: "إن الخير قد يكون كامنا في الشر"، فهي خير صعد من قاع حرب صفصف، ليخبرنا أن سوريا ما زالت بخير، ويرسل عبر صوته الرخيم نداء السلام الملائكي، فهل من منصت؟

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/