شروط المدرسة الرائدة كما يشتهيها الأساتذة و ليس كما تريدها الوزارة تطبيقا لتعليمات صندوق النقد الدولي و الصناديق المانحة:

الإدارة مارس 10, 2023 مارس 10, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 شروط المدرسة الرائدة كما يشتهيها الأساتذة و ليس كما تريدها الوزارة تطبيقا لتعليمات صندوق النقد الدولي  و الصناديق المانحة:

عبد المولى العنيز


بقلم الأستاذ: عبد المولى العنيز (خبير دولي معتمد ومعترف به من مكروسوفت )

قبل أن تحدث كورونا كنت أقول للجهات الرسمية أن الطريقة التي تنجز بها المشاريع الرسمية خاطئة، ونحتاج لتغييرطرق تفكيرنا، كي نتمكن فعلا من معانقة و استشراف أفاق المستقبل الواعد، لكني كنت في  كل مرة أطرح فيها فكرة أجد معارضة شرسة من قبل من لا يفهم أصلا في المجال، بل منهم من لا يعرف كيف يركب حاسوبا إن قمت بتفكيكه له ،فبالأحرى برمجته،مشكلتنا في المغرب أن من يفهم يستبعد عن الفعل، ومن لا يفهم يقحم نفسه في أمور لا يفهم فيها، و النتيجة واضحة مشاريع لا ترقى حتى لتسميتها بالمشاريع.

لنكن ديكارتيين أفضل من ديكارت نفسه،و لنحسن التفكير هذه المرة،ففكرة المدرسة الرائدة هي فكرة من حيث التنزيل جميلة، لكن تنزيلها يحتاج لشروط ليست تلك الشروط التي ذكرتها الوزارة في رزناماتها، التي تقوم حاليا بتكليف المفتشين بشرحها،فالبناء يحتاج أولا لتوفير الشروط الخاصة و الملائمة للعمل قبل التسويق للكونصيبت / للمدرسة الرائدة،يلزم أولا التخلص  من التفكير التمييزي: مدرسة رائدة/ مدرسة غير رائدة،هذا  تفكير متخلف جدا لا يوجد في أمريكا و لا في أية دولة تتوفر على نظام تعليمي جيد،لأن وجود هذا النوع من التمييزات سيخلق العديد من المشاكل في القطاع  نفسه،أولا بين الفاعلين المنتمين لنفس القطاع و بين غيرهم من المنتمين لنفس الوزارة،لهذا كان الأجدر بهذه الجهات الغير قادرةعلى التفكير المنطقي  السوي، أن تجهز جميع المؤسسات بدون استثناء بالتجهيزات اللازمة ثم تحسن من الوضع المادي للاساتذة ثم توفر لهم وسائل العمل كما هو الشأن في أمريكا، و أنذاك يمكن الحديث عن المدرسة الرائدة، اما أن تنتقي مدارس محددة، لأن أساتذتها أعربوا عن رغبتهم في الانخراط في هذا المشروع الوهمي الذي اقترحته الجهات المانحة وصناديق النقد الدولي و ليس الجهات الرسمية،و أنا أعي جيدا ما أقول بحكم أني خبير دولي معتمد من مكروسوفت في شؤون التربية و التكوين ، و أعرف جيدا النظام التعليمي المغربي وكذا النظام التعليمي الأمريكي  ، الذي أفضله على جميع الأنظمة التعليمية الحالية بما فيها النظام الفلندي و النظام السنغفوري،أما النظام الهندي المتخلف الذي تبنه الجهات الرسمية مثل  تجربة طارل، فلأنه غير مجدي ، و إلا كانت أمريكا سباقة في تطبيقه، مع استحضار أن امريكا التي أعرف نظامها التعليمي جيدا تطبق طريقة سنغفورة في تعلم الرياضيات و اللغات.لهذا السبب أقول لمن تبنى هذا المشروع الفاشل الذي يدعى قسرا المدرسة الرائدة و الأستاذ الرائد أن يعيد النظر في اختياراته، لأنه لم يوفر الشروط المناسبة للتنزيل، فحاليا  وحسب العديد من الدراسات التي قمت بها، ليس المغرب و النظام التعليمي المغربي مؤهلا لتنزيل مشروع المدرسة الرائدة، فهناك غياب كلي  لشروط التنزيل،فمن غير الممكن حاليا  الحديث عن مشروع كهذا، و أنا أكيد أنه سيفشل، و لن يلقى ترحيبا من قبل جمهور الأساتذة و في جميع الأطوار،ما البديل حاليا ؟

هذه مقترحاتي لتوفير شروط التنزيل أولا وهي:

أولا منح الأساتذة تكوينا متينا من أجل التعامل مع تقنيات التواصل و الإخبار تيسي.

ثانيا عقد لقاءات تربوية كل 15 يوما و ليس كل 10 سنوات

ثالثا: توفير البيئة المناسبة للعمل، التي تقتضي توفير حاسوب بالمجان لكل أستاذ و تركيب مسلاط  لكل استاذ و تجهيز  كل قاعات الدرس على الأقل ب10 حواسيب في كل قسم.

إصلاح البنى التحتية للعديد من المؤسسات لأنها أيلة للسقوط بالرغم من حداثة بناءها.

رابعا / تسديد ترقيات الأساتذة في حينها و إحداث الشهر 13 كما هو الشأن في الشركات

خامسا، توفير الربط بشبكة الأنترنيت في كل قسم و ليس في الإدارات الرسمية

سادسا : رقمنة جميع المقررات بدون استثناء مع استحضار تبادل التجارب بين الأساتذة من خلال إحداث بنك معطيات دولي  يسيره الأساتذة و ليس الوزارة ،لأن  هذه الاخيرة تقحم نفسها في كل الأمور علما أنها لا تفقه فيها.

سابعا: بناء قاعة للمؤتمرات في كل مؤسسة تعليمية من أجل تشجيع البحث العلمي التربوي، و تجهيزها بما تتطلبه من عتاد معلوماتي متطور جدا، يكون مرتبطا بجميع مكتبات العالم وجامعاته عبر اشتراك الوزارة في مكتبات الدول الاخرى و ليس البحث عن الفابور من خلال تصميم مواقع المودل المجانية.

ثامنا إرسال الأساتذة للخارج من أجل الحصول على تكوينات تربوية في المستوى وخاصة للدول الرائدة في مجال التجارب التربوية امتميزة مثل سنغفورةرو ليس إرسالهم لدول متخلفة مثل الهند،ونظامها التعليمي الكارثي بكل المقاييس.فمن الخجل استيراد التجربة المتخلفة طارل من الهند.

تاسعا : إرجاء هذا المشروع الفاشل الذي سموه بالمدرسة الرائدة لغياب الشروط المناسبة لتحقيقه، لأنه حاليا من المستحيل تحقيق هذا المشروع لانتفاء الشروط الملائمة لتنزيله، و أنا هنا أتكلم كخبير في المجال و ليس كشخص لا علاقة له بالمجال.فمن السهل الحديث عن المشاريع على الورق، وتكليف السادة المفتشين بالتعريف بها، لكن في المقابل ليس من السهل تنزيلها على أرض الواقع  لغياب الشروط الموضوعية لذلك،

أخيرا أعبر عن أسفي لأن بلد كالمغرب لا زال يضيع العديد من الفرص لتحسين وضعه التربوي ضمن الترتيب العالمي، فمرتبة المغرب مخجلة جدا، تقريبا المغرب مرتب في المرتبة الاخيرة عالميا ، و السبب أن الذين يفهمون في المجال لا يتكلمون إلا لماما أما الذين لا علاقة لهم بإنجاز المشاريع هم من تجدهم دائما في المقدمة علما أنهم لا يفقهون في هذه الأمور بكل أسف،فقبل التفكير في إنجاز أي مشروع على الوزارة أن توزع استمارات على الأساتذة يقومون بملئها أولا مجيبين عن أسئلتها، وعلى ضوء نتائج تلك الاستمارات و بعد مسكها وتفريغها يتم اتخاد القرار المناسب، أما الطريقة الشاقولية التي تشتغل بها الوزارة حاليا فهي غير منطقية، و سنجد أنفسنا قد ضيعنا فرصا أخرى كي نعطي معنى أخر لفعل التعلم بالمغرب كما قال ذات يوم كزافيي  رودجيرز بكل أسف.

أحيانا لما تكثر الضوضاء  و الضحيح يكون من الصعب علينا التفكير بهدوء


شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    https://www.profpress.net/