ممارسة التدريس:027 التسويق
ممارسة التدريس:027 التسويق
أستاذ مادة الرياضيات بالثانوي التأهيلي
كلمة رائجة عند أصحاب التجارة، و مادّة
مدرّسة في معاهد الاقتصاد و التسيير، و مفهوم طغى و نما و غطّى مجالات كثيرة
في الصناعة، و أصبح له مختصّون في الإعلام و الصحافة و عالم الإشهار.
له هدف نظري مقبول و هو طريقة نشر و بيع و
عرض المنتوج للحصول على الإقبال المنشود و فتح شهية الزبون لإحداث رغبة و حاجة
لاقتناء المنتوج و لو لم يكن لازماً له.
و هذا التعريف يصلح تطبيقه عند ممارسة
التدريس خاصة مع المتغيرات الحالية و المستجدّات المرتبطة بطبيعة المواد و
طبيعة المتمدرسين و عقلياتهم. فالمعارف و الدروس و التمارين كهدايا تحتاج
لتغليف و تزيين لإظهار قيمتها و كمنتوج معروض يحتاج لتسويق فعّال لكي يتم الإقبال
عليه، و هنا لا بد من أمثلة:
* عند بداية درس جديد لا بد من إبراز جدواه
و قيمته و تطبيقاته و امتداداته و الاحتياج إليه عبر أمثلة بسيطة مقنعة، و هذا ما
نعنيه بالتسويق له، و هذا يساعد على إثارة الانتباه و بعث الحماس في جوّ القسم.
* عند إعطاء تمرين يمكن دائما الإشارة إلى
قيمته و ما أسلفنا ذكره، كما أن طريقة طبع سلسلة التمارين و طريقة توقيع الممارس
عليها و طريقة عرضها و توزيعها و توقيت ذلك في الحصة أمور تسويقية مستحسنة.
* إن التدريس في حد ذاته أصبح مستهدفاً، و
قيمة الأستاذ كمهنة و كمكانة اجتماعية أصابتها خدوش كثيرة، و هنا لا بدّ من عمل
عكسي يقوم به الممارس في قسمه و مع تلامذته لإبراز قيمة التدريس و إبراز قيمة ما
ينجزه و قيمة المعارف و العلوم التي يدرّسها بأسلوب لبق و كلمات منتقاة بعناية و
بتوقيت مناسب و في مناسبات متفرّقة بعيداً عن الشحن التعبيري و بعيداً عن
منطق المنّ و الاستفزاز و الاستعلاء، و هذه تقنيات في الإعلام و الإشهار مفيدة
للغاية.
* هناك شُعَبٌ معاملات الرياضيات فيها
ضعيفة، فيعتبر التلاميذ أنفسهم في غنى عنها. و هنا لا بدّ للممارس أن يبحث عن
وسائل تسويقية لخلق الحاجة و الرغبة لديهم في الإقبال عليها، و التفكير في الأمر
يُطوّر طرقاً جديدة في التعاطي و التعامل معهم و في مناولة دروسهم و أنماطاً
جديدة في التدريس.
* هناك دروس لا يُقبل عليها التلاميذ
لصعوبتها في نظرهم أو لأنها غير رائجة في الامتحان الإشهادي و هي تحتاج كذلك
لتقنيات التسويق لمباشرتها بطريقة فعّالة.
إن كل ما أوردناه هو ملامسة جانب مساعد
مجرَّب في الممارسة، استحضاره و التفكير فيه يؤدّي بالضرورة لاعتماد و تطوير
أساليب جديدة حسب طبيعة الممارس و التلميذ و المادة و الشعبة و الحاجة إليه، و
الله المستعان.