الإدارة سبتمبر 14, 2020 سبتمبر 14, 2020
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A


 في بيتنا مراهق!!!

الأستاذة حسنية شكري 

أنا الأم حليمة، حائرة بين الكذب و الصراحة، باحثة عن طريقة ناجعة أتعامل بها مع إبني ذي الرابعة عشر ربيعا!!

أسئلة إبني أثقلت كاهلي، جعلتني تائهة بين الكذب و التجاهل و الصراحة، فلا الكذب مقبول في الردّ عليه، ولا الصراحة مقدور عليها... 

كيف أنجبتني ياأمي؟ كيف أتيتُ لهذه الدنيا؟ 

لماذا تشتركان أنت و أبي في غرفة واحدة؟ 

كيف سأعرف أنني قد " بلغت" ؟ ماهي علامات البلوغ عند الذكر؟

لماذا ينتابني مثل هذا الشعور؟ من أنا؟ من الآخر؟

والعديد من كيف و لماذا و هل ... كلها أسئلة كانت غالبا ما تبقى معلقة... و هل يصح أن تبقى معلقة؟!! هل يجب أن أترك إبني لحيرته و تساؤلاته؟!!هل هي مسؤوليتي أنا، أم مسؤولية الأب؟ أم هي مسؤولية مشتركة؟ وماذا لو بحث عن الأجوبة في مكان آخر؟ و ماذا لو أوقعه سوء الحظ بأياد شريرة، غير أمينة ولا آمنة؟ ماذا لو لم يوجهوه التوجيه الصحيح، الصائب؟؟؟ ماذا لو أخبروه أشياء مغلوطة؟؟؟

كثيرة هي مخاوفي و توجساتي و هواجسي !!!

في كثير من الأحيان كنت أقول لإبني: "لاعليك يا بني، أسئلتك المهمة هذه ستجد أجوبة شافية كافية في الوقت المناسب، ستجد ظالتك لامحال عندما ستكبر..."

 لكن هيهات!!! لم يكن جوابي البسيط هذا ليقنع صبيا فتيا، يحاول جاهدا فهم الحياة، يحاول أن يتموقع، أن يتعرف على ذاته و محيطه، أن يفهم الجنس الآخر، أن يتعرف على الوجود برمته...

وفي أحايين كثيرة، أقول له: " اسأل والدك، فهو من يملك الإجابة الصحيحة..." لكن سرعان ما يرفض الفكرة، مجيبا أنه سبق له أن طرح نفس الأسئلة على والده، فقال له بدوره.:" اسأل والدتك، فهي من لديها الجواب!!". وهكذا يبقى إبني تائها، باحثا عن الحقيقة!!!  تائها بيني و بين والده!!! كل واحد منا يحاول التملص و التنصل من المسؤولية، تاركا، قاذفا إياها للآخر!!! لتستقر في الأخير بين أحضاني أنا، أحضان الأم التي لا يسعفها قلبها أن تترك إبنها لتيهانه و نزاعاته الداخلية. كم هي شاقة هذه المهة؟!! ليته ظل ذلك الطفل الصغير، فشغبه الطفولي البريء أهون من سؤاله الوجودي الجريء !!!

مرة استجمعت شجاعتي وقوتي و حاولت أن أجيبه على أسئلته بكل صراحة ووضوح، فبدأت أبحث عن الكلمات و العبارات،  لكن جل الكلمات فرت و أفلتت مني، ومعظم العبارات خانتني و خدلتني، بدأت أتمتم وأتأتأ، أقول كلمة و أبحث عن الأخرى، أصمت، ثم أعود لأستدرك و أنا أكثرعزيمة و إصرارا ، مستعملة كلمات أخرى أقل وقعا وأكثريسرا و إفهاما، لكن بدون جدوى لساني لايطاوعني و ابني لايرحمني!! ينتظر، بل و يلح على إتمام جوابي... 

ثم بعد ذلك قررت أن أسلك طريقة التلميح و الإيحاء، التي بدت للوهلة الأولى مطاوعة، سهلة المنال، لكنها في العمق عسيرة، صعبة المرام، بعيدة الإدراك!!! ماذا عساي أن أفعل؟ من يرشدني؟ من يرحم ضعفي و قلة حيلتي؟ 

من منا تلقى تكوينا ليكون أبا أو أما؟ كلنا آباء بالفطرة، آباء تعلمنا أن نكون  كذلك عن طريق التقليد و الإتباع و الإقتداء و المحاكاة، عن طريق المحاولة والخطأ، و ياله من خطأ!!! خطأ ليس كباقي الأخطاء!!! خطأ باهظ الثمن غالي التكلفة!!! 

#حليمةوالآخر

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    https://www.profpress.net/