إلى عبد اللطيف وهبي: خَطَبْتَ فكنتَ خَطْبًا لا خطيبا

الإدارة نوفمبر 14, 2023 نوفمبر 16, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 إلى عبد اللطيف وهبي: خَطَبْتَ فكنتَ خَطْبًا لا خطيبا 

إلى عبد اللطيف وهبي: خَطَبْتَ فكنتَ خَطْبًا لا خطيبا


       ـــ نورالدين الطويليع

وأنت تضع أنفك في قطاع بعيد عنك، وتُلْبِسُ نَفْسَكَ رداء زعيم القبيلة الحكومية، وأنت تستعرض مظاهر "الإحسان الحكومي"  المقدم بسخاء حاتمي إلى المغاربة، وتَعْرِضُ أَوْجُهَ تنكرهم للجميل وغمطهم الحق، ومقابلتهم القُبْلَة الحكومية بصفعة تنكرية غير مستساغة، وأنت تقدم سرديتك الممجوجة هذه بطريقة متعالية، ربما لم تَدْرِ أنك خضت في الماء العكر وسَمَّمْتَ البئر بمغالطاتك الفجة، ربما جسدتَ البطل الوهمي المثير للشفقة والسخرية في الآن نفسه.، ربما عَرَّيْتَ جانبا من شخصك المهووس بالسلطوية والتجبر والاستبداد.

وأنت تختفي وراء مفردات السخاء الحكومي والكرم الحاتمي، وتسحل المواطن بحبل الجحود، وتُتَبِّل لَغْوَكَ ب"تخليطتك" الممزوجة بالسخرية "الباسلة"، كان عليك أن تدعو المغاربة إلى تنظيم قداس"وهبي"، يقدمون فيه القرابين، ويسبحون فيه بخوارقك، ويحمدون القدر على مَنِّهِ عليهم بشخصكم المتفرد الذي لم يروا مثيلا له من قبل، ولن يروا نظيره من بعدُ.

السيد وهبي: لقد غمست نفسك في الوحل، وتطاولت على اختصاص غيرك، وقد كان جديرا بك أن تلتفت لقطاعك الذي لَغَّمْتَهُ، وحولته منذ استوزارك إلى قطاع احتجاجات متواصلة....، أما قطاع التعليم فعلى رأسه وزير، هو المخول بالحديث عنه، وباستعراض حصيلته....، لا أنت رئيس حكومة، ولا أنت ناطق باسمها، فلماذا النَّطُّ  بلا كوابح؟، ما هذه "الخفة"؟، وما هذا الزيغان؟...، إن الوضع المتأزم الذي تعيشه المنظومة التعليمية يحتاج إلى حكماء، لرأب الصدع وجبر الخواطر، لا إلى تِنِّينٍ، لا يفهم إلا لغة النار، ولا يعرف شيئا آخر غير إشعال القداحة.

أنت مواطن، ورجال التعليم ونساؤه مواطنون، وهذه الرابطة كانت كافية لتجعل منك صاحب منطق حواري رصين، هؤلاء ليسوا رعايا دولة أخرى مارقة، حتى تخاطبهم بلغة الاستفزاز وأسلوب لي الأذرع...، وتشهر في وجههم سيف سيادة  الدولة...، السيادة الحقيقية هي حين يشعر الجميع بأنهم أبناء الوطن، وبألا ينغص هذا الشعور من جرفته السياسة إلى بوابة الحكومة، فنسي أصله، وانصرف إلى تنصيب أنفسه فرعونا صغيرا.

أقول لك، في المحصلة، كما قاله أحمد شوقي في شخص، لن أكون مجحفا، فأشبهك به، من منطلق قاسم الوطنية المشترك بيننا:

              خطبتَ فكنت خَطْبًا لا خطيبا..... أضيف إلى مصائبنا العظام

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/